الوضوح

شاركها

محمد بونوار: لماذا تدهورت احوال الشواطئ المغربية؟

لماذا تدهورت احوال الشواطئ المغربية؟

 

 

محمد بونوار- المانيا

 

مؤسسة التعليم البيئي الدولية في الدانمارك هي المؤسسة التي تمنح جائزة العلم الازرق للدول التي تمتلك شواطئ نظيفة ، والترتيب الاخير حسب سنة 2023 ، جائتشواطئ اسبانيا في المرتبة الاولى ، ثم تليها شواطئاليونان في المرتبة الثانية ، وشواطئ تركيا في المرتية الثالثة وهنا أريد أن اذكر الجميع أن تركيا لديها 551 شاطئ حاصلة على جائزة العلم الازرق  ، أما شواطئ فرنسا فتأتي رابعا ، وشواطئ ايطاليا خامسا .

 

ماهي المعايير التي تعتمد عليها المنظمة لتصنيف الشواطئالنظيفة في العالم ؟

 

1 نقاوة الماء

2 نظافة الشاطئ

3 توفير الامن

 

تخصص هذه الدول آليات متطورة لتنظيف مياه البحر من جميع النفايات العضوية والكيماوية والطبيعية ، كما تخصص مختبرات متقدمة لاختبار درجة نقاوة مياه البحر باستمرار وعلى مدار السنة .

 

كما تخصص هذه الدول فرق من الخبراء لتوفير جميع ما يتطلب لضمان نظافة الشاطئ : حاويات الازبال والمرافق الصحية اللازمة كالمراحيض والدوشات وأماكن تغيير الملابس ، وأماكن ركن السيارات وعلامات التشوير لمساعدة المصطافين على بلوغ الراحة والاستمتاع بالسباحة ، وعلى ذكر السباحة تعتبر تواجد فرق الانقاذ من الاوليات بالشواطئ ، كما تعتبر تواجد فرق التدخل السريع من الاساسيات لتوفير الامن .

 

الشواطئ عامة في الفصل الصيف تعتبر من الاماكن المحبوبة لدى الناس ، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ، ففي النهار يمكن معاينة ممارسات بشرية مختلفة على الشواطئ فنهاك من يسبح في الماء ، وهناك من يفضل ممارسة رياضة المشي وبعض الالعاب الرياضية ، وهناك من يمارس رياضات على مياه الشاطئ : ركوب الزوارق الشراعية والتزحلق على الامواج و سياقة الدراجات المائية وغيرها ، بعبارة بسيطة ، خلال الصيف تدب الحياة في الشواطى بشكل كبير، والجميل أن هناك من يفضل السكن بجوار الشواطئ لمدة طويلة ، اٍما في الفنادق المجاورة ، أو في بيوت الايجار ، أو في مخيمات مرخصة . وهو ما يعني أزدهار الحركة التجارية بشكل كبير .

 

وحتى أثناء الليل تدب الحياة من جديد في الشواطئ من خلال السهرات الغنائية ، أو المهرجانات ، أو المركبات الترفيهية والتي لا يشبع الاطفال من زيارتها نظرا لما تلقيه في نفوسهم من فرح ونشاط .

 

الدول العربية على العموم لها شواطئ رائعة وجذابة نظرا لمواقعها الجغرافية ، لكن ثقافة البيئة لدى المواطن العربي لازالت ضعيفة، ولدى المجتمع المدني أيضا بما فيها الاحزاب السياسية ، وهو ما يعني أن الامور تحتاج الى مراجعة ، ولا تسلم من هذه التراجعات المؤسسات والادارات والوزرات التي لها علاقة بالبيئة والماء وسياسة المدينة والشباب والرياضة والترفيه .

 

وهنا بالدليل تعمدنا ذكر بعض الدول التي  لها سياسات ناجعة في نظافة الشواطئ وتهيئ البنيات التحتية لتوفير الراحة لمواطنيها أولا ، ثم لجلب السياح ثانيا ، وأخيرا لتلميع صورة البلد بأن هناك وعي جماعي بالبيئة ونظافة الشواطئ .

 

وعلى ذكر كلمة تلميع الصورة ، ظهر المغرب مؤخرا في قطر من خلال كأس العالم ، وبلغ درجة لم يكن يتوقعها أحد ، وقدم عروضا فنية أبهرت العالم وهو ما جعل المغاربة مزهويين بانتمائهم للمغرب  ، وأصبح بلد المغرب معروفا لدى كثير من الناس في العالم ، وزاد من ذالك حينما فازفريق الشبان لأقل من 23 سنة بكأس افريقيا ، وزاد من ذالك عندما  تأهل الفريق النسوي المغربي الى كأس العالم المقام باستراليا .

 

هذه المعطيات كلها كانت من صديق يقطن بدولة ألمانيا وهو متزوج من ألمانية وله معها أبناء ، وكان يمازح زوجته الالمانية بين الحين والاخر بخصوص تقدم المغرب كرويا على الصعيد العالمي ، وشائت الاقدار أن الفريق النسوي يتواجد في المجموعة التي تضم ألمانيا .

 

هذا الصديق زار مؤخرا المغرب وذهب مع عائلته الى احدى الشواطئ المجاورة لمدينة الرباط العاصمة ، لكن وقعت واقعة طريفة وهو أن زوجته الالمانية لم تجد مراحيض بالشاطئ ولا داعيا لذكر الاسماء ، دخل الرجل في قلق وحيرة من أمره ، ولم يعد يجرأ على ممازحة زوجته الالمانية ، ونحن نتناول البارحة  العشاء باحدى مطاعم المدينة طلب مني أن أعمل مقالا بخصوص المراحيض في الشواطئ المغربية  لأنها كارثة ، وجائتني فكرة كتابة هذا المقال على وعسى أن تتحرك الجهات المسؤولة لتدارك الامر ، وهناك جالية مغربية كبيرة  تشتكي من هذا المشكل كل سنة  .

 

بعض الشواطئ المغربية تابعة لجماعات صغيرة ، ليس لديهم تصور كبير بخصوص البنيات التحتية التي يحتاجها المصطافين ، وحتى في الشلالات والبحيرات والعيون التي يقصدها المواطنون والسياح بكثافة تحتاج الى بنيات تحتية تتلائم مع متطلبات العصر .