الوضوح

شاركها

خمسة فصائل فلسطينية تدعو لتوفير متطلبات نجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته لصالح استراتيجية مقاومة شاملة ضد الاحتلال

خمسة فصائل فلسطينية
تدعو لتوفير متطلبات نجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته لصالح استراتيجية
مقاومة شاملة ضد الاحتلال

 

 

■ عقدت خمسة فصائل فلسطينية اجتماعاً تشاورياً ناقشت فيه الأوضاع الفلسطينية العامة، في فلسطين والشتات، وما طرأ على القضية الوطنية من تطورات، وتوقف المجتمعون بشكل خاص أمام الهجمة الإسرائيلية الإجرامية في أنحاء الضفة الفلسطينية وآخرها العدوان الهمجي على جنين مخيماً ومدينة، كما توقفوا أمام الدعوة لجولة جديدة من الحوار الوطني في القاهرة في نهاية الشهر الجاري، وبناء عليه أصدر المجتمعون البيان التالي:

 

يرى المجتمعون أن حكومة دولة الاحتلال والإجرام في إسرائيل، انتقلت إلى استراتيجية جديدة، تستهدف عبرها حسم الصراع مع شعبنا الفلسطيني بالقوة وضم كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القلب منها القدس، فضلاً عن الجولان العربي السوري، لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، تلجأ في حربها هذه إلى كل أساليب العدوان والقتل والاعتقال والهدم والتشريد، وتدمير المؤسسات الاقتصادية، ومصادرة الأرض، وتوسيع المستوطنات، و«تبييض» البؤر منها، لإغراق الضفة الفلسطينية بـ 500 ألف مستوطن جديد وتقويض الأساس المادي للمشروع الوطني لشعبنا المتمثل في حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948.

 

وفي هذا السياق يرى المجتمعون أن العدوان الإسرائيلي البربري على جنين مخيماً ومدينة، ما هو إلا فصل من فصول حرب الحسم الإسرائيلية ونموذج لسلوك حكومة الرعاع والغوغاء الإسرائيلية لإنجاز مشروعها، أي اللجوء إلى أساليب القوة الدموية، ما يعني بالنتيجة أن قضيتنا الوطنية دخلت مرحلة جديدة باتت تتطلب بناء استراتيجية كفاحية واضحة ومحددة، تستجيب لتحديات المرحلة، وتشكل الرد الوطني الجامع على مشروع الحسم الإسرائيلي، أي استراتيجية المقاومة الشاملة، في كافة الميادين وأساليبها كافة، الشعبية منها والمسلحة، ما يستوجب توفير كل عناصر الثبات والصمود لشعبنا، سياسياً ومادياً ومعنوياً، واجتماعياً وثقافياً، توفر كلها العناصر الضرورية لتحويل المقاومة الشاملة نهجاً لقوى شعبنا ومؤسساته الوطنية والخاصة.

 

وفي هذا السياق، توقف المجتمعون أمام المعركة البطولية التي خاضها مقاومونا البواسل، بالالتحام بالحالة الشعبية في مواجهة جيش من النخبة، مدجج بالآليات والمدافع والمروحيات والمسيرات، خاضت في مواجهته معركة دامت لأكثر من 50 ساعة، عجز خلالها العدو عن تحقيق أهدافه، باعتراف قادته وصحافته، انسحب من جنين يجرجر أذيال الهزيمة، حاملاً جرحاه ويجرّ آلياته المدمرة، في وقت خرج فيه أبناء شعبنا ومقاومونا يحتفلون بالنصر، ويشيعون شهداءهم الأبطال، ويواسون جرحاهم البواسل، ويجددون إصرارهم على مواصلة القتال والنضال أياً كان الثمن.
إن المجتمعين وهم يقفون بكل إجلال وإكبار، أمام شعبنا ومقاومينا في جنين، مشيدين ببطولاتهم، فإنه في الوقت نفسه يخصّون الأخوة الأبطال، في سرايا القدس في كتيبة جنين، الذي أبلوا البلاء الحسن، وقدموا الشهداء، جنباً إلى جنب مع باقي المقاومين في جنين.

 

ويدعو المجتمعون السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها السياسية والوطنية والأخلاقية، في العمل الحثيث لمحو آثار العدوان في جنين، بإعادة إعمار المنازل التي هدمها الاحتلال، والبنية التحتية للمخيم، وتوفير عناصر الصمود لعوائل الثكلى، وعوائل الجرحى، كما يدعون كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات لإعلاء موقع جنين في الوعي الوطني، وتوفير عناصر الإسناد المادي والمعنوي لسكان المخيم والمدينة، مساهمة منهم في تعزيز روح المقاومة وإرادتها، وبلسمة الجراح العميقة التي أحدثها العدوان الهمجي في المدينة ومخيمها.

 

 

• وعن الدعوة للحوار الوطني، توقف المجتمعون أمام التجارب السابقة للحوار، وما نتج عنها من قرارات وتوجهات، ما زالت كلها معطلة، ولم ترَ النور، الأمر الذي انعكس بسلبيته العميقة على الحالة الوطنية، وعمّق مأزقها في ظل الانقسام المدمر. وبهذا الصدد أكد المجتمعون على ضرورة توفير عناصر النجاح لحوار 30/7، وتوفير ضمانات تنفيذ ما يتم التوافق عليه من مخرجات، بما في ذلك وقف العمل بالمرحلة الانتقالية لـ«اتفاق أوسلو»، بما يعني سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، والوقف التام لكل أشكال التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، والخروج من «بروتوكول باريس الاقتصادي»، والغلاف الجمركي الموحد مع دولة الاحتلال، وتحرير شعبنا واقتصاده الوطني من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي، وبسط السيادة الوطنية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، ومدّ الولاية القانونية للقضاء الفلسطيني، ما يضع دولة الاحتلال وعصابات المستوطنين وسواهم أمام المساءلة القانونية والسياسية، وفقاً للمواثيق الدولية المرعية.

 

 

ولإنجاح الحوار والوصول إلى خواتيمه، يؤكد المجتمعون على ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية سياسية، ووقف كل أشكال الاعتقال السياسي والتنكيل بالمواطنين، وإطلاق حرية التحرك السياسي لأبناء شعبنا، بعيداً عن كل أشكال ومظاهر العمل الغوغائي، وزرع الفتنة في الصف الوطني.

 

الموقعون:
حركة الجهاد الإسلامي ■ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ■ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ■ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ■ طلائع حرب التحرير الشعبية «قوات الصاعقة».

دمشق في 12/7/2023