الوضوح

شاركها

سري القدوة: اقتحام الأقصى محاولة لتهويد المدينة المقدسة

اقتحام الأقصى محاولة لتهويد المدينة المقدسة

 

 

بقلم : سري القدوة – فلسطين

 

 

في خطوات تصعيدية من قبل الوزير المتطرف في حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير وتحت حماية قوات الاحتلال عاد مجددا ليقتحم المسجد الأقصى المبارك و بموافقة واضحة وصريحة من حكومة الاحتلال و رئيسها بنيامين نتنياهو و على حسب ما يبدو أنهم لن يتورعوا عن القيام بحماقات ستؤدي الى اشعال المنطقة برمتها و أنهم عازمين على أن تدخل المنطقة في حروب وأزمات جديدة و يعد ذلك بداية إشعال للحرب الدينية انطلاقا من المدينة المقدسة، ويشكل هذا الاقتحام منعطف جديد وخطير على مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي وأن هذا السلوك يعد استباحة للحرم القدسي الشريف وعدوانا على القبلة الأولى للمسلمين واستفزازا لمشاعرهم بقرار من الحكومة الإسرائيلية التي يقودها زعماء اليمين المتطرف وأحفاد كهانا .

 

وقاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عملية الاقتحام ضمن عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، و هي المرة الثانية منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي يقتحم فيها المتطرف بن غفير باحات المسجد الأقصى و وصل في ساعات الصباح الباكر إلى ساحة البراق حيث نفذ عشرات المستوطنين عملية الاقتحام للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، و نفذوا جولات استفزازية في ساحاته وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة وانتشر عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم وقاموا بإبعاد المصلين والمرابطين عن مسار اقتحامات بن غفير و المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على أبواب الأقصى وفرضت قيودا على دخول الشبان للمسجد ودققت في هويات المصلين واحتجزتها عند الأبواب .

 

ويعد هذا الاقتحام اعتداءا سافرا على المسجد الأقصى وستكون له تداعيات خطيرة كون أن محاولات بن غفير و أمثاله من المتطرفين تهدف لتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى، فهي محاولات مدانة و مرفوضة ستبوء بالفشل لأن الشعب الفلسطيني سيبذل كل ما في وسعه من اجل حماية القدس و سيكون لهم بالمرصاد دوما . فدخول المتطرف بن غفير في ساعة مبكرة مثل اللصوص الى ساحة المسجد الاقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة اسرائيلية عليه .

 

ومن الواضح أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى و الرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني و المكاني له لن تغير من الوضع القانوني و التاريخي القائم و الذي يعد فيه الأقصى وقفا إسلاميا خالصا، مما يجب على حكومة الاحتلال التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية التي تؤجج حالة الاحتقان القائمة بالفعل في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

المسجد الأقصى حق خالص للعرب و المسلمين و الفلسطينيين  ولا يقبل القسمة أو الشراكة و يرفض الشعب الفلسطيني و الأمة العربية و الإسلامية و كل احرار العالم أي محاولة لتغيير الوضع القائم التاريخي في المسجد الأقصى و ما يتصل بذلك من تشريع للاقتحامات اليهودية للمسجد المبارك، وأن إدارة أوقاف القدس و شؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف و الشؤون و المقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف و تنظيم الدخول إليه .

 

تواصل حكومة التطرف الاسرائيلية ارتكاب سلسلة من الانتهاكات و الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس بالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني و اقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، التي باتت تنذر بالمزيد من التصعيد و تمثل اتجاها خطيرا يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فورا وضمان توفير الحماية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية