الاحتلال واستهداف الحرم الابراهيمي
بقلم: سري القدوة – فلسطين
اقدام قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين المتطرفين على رفع علم الاحتلال الإسرائيلي على سطح وجدران الحرم الابراهيمي الشريف يعد تدنيسا للمكان المقدس والديني في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، واستفزاز صريح لمشاعر المواطنين والمسلمين ويأتي ضمن نهج ارهاب حكومة الاحتلال المتطرفة وسياستها التهويدية للاماكن المقدسة .
هذا العدوان جزءا لا يتجزأ من مشاريع الاحتلال الرامية إلى تكريس سرقة الحرم الابراهيمي الشريف وتهويده من خلال تغيير معالمه وهويته التاريخية والحضارية، وهو تعبير أيضاً عن عقلية الاحتلال وسياساته التي تستهدف دور العبادة والأماكن التاريخية والتراثية في فلسطين المحتلة وتزوير واقعها لخدمة روايات الاحتلال ومخططاته الاستعمارية .
قيام سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي بزيادة من وتيرة الاعتداء على الحرم الإبراهيمي الشريف في الآونة الأخيرة والتنكيل بالمواطنين وإغلاق بوابات الحرم الابراهيمي في الخليل من خلال السيطرة الاسرائيلية الكاملة وقيامهم وبشكل مفاجئ بوضع أعلامه الاحتلال على سطحه وجدرانه حيث تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذ المخطط الاستيطاني للاستيلاء على الحرم وتحويله لكنيس يهودي بشكل كامل .
ولا بد هنا من تدخل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والمنظمات الأممية المختصة وأهمية الخروج عن صمتها، والقيام بواجباتها وإدانة هذه الإجراءات والتدابير وتفعيل لجان تقصي الحقائق للإطلاع على تفاصيل عمليات تهويد هذه الأمكنة التاريخية ودور العبادة واتخاذ ما يلزم من الاجراءات للضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقفها فورا قبل الانفجار الشامل .
الانتهاكات الاسرائيلية للحرم الابراهيمي في الخليل والأماكن الدينية تعد من أشكال العدوان المتواصل ضد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ويعتبر إثباتا جديدا على نوايا حكومة الاحتلال بتصعيد الأوضاع ورفضها لدعوات وجهود التهدئة المبذولة وهو دليل آخر أيضا على غياب شريك للسلام .
ويجب تكريس التواجد الفلسطيني بداخل الحرم الابراهيمي لمنع هذا المخطط الاحتلالي، من خلال زيادة الوجود الفلسطيني داخل الحرم وساحاته عبر إطلاق العديد من الفعاليات داخله وزيادة عدد موظفيه وغيرها من المجهودات، وتكثيف جهود كافة المؤسسات الوطنية والدولية للوقوف عند مسؤولياتها تجاه الحرم الإبراهيمي لما يشكله من تراث اسلامي يجب الحفاظ عليه والعمل على توجيه نداء الواجب ودعوة ابناء الشعب الفلسطيني بالتواجد الدائم داخل الحرم وأروقته والحرص على اقامة الصلوات بحضور مميز على مدار اليوم لمنع مخطط الاحتلال من الاستيلاء على كامل الحرم الإبراهيمي .
لا يمكن استمرار صمت العالم بمؤسساته الدولية على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم ويجب اتخاذ مواقف حاسمة وواضحة ووضع حد لهذا العدوان الشامل على الاماكن المقدسة وخاصة في القدس والمسجد الاقصى والخليل حيث الحرم الابراهيمي في الخليل الذي يشكل مطمع دائم للمستوطنين بهدف تهويده من خلال فرض التواجد العسكري الاسرائيلي مما يشكل خطورة بالغة وما تسببه تلك الاعتداءات والممارسات الاستفزازية الصارخة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مصلى باب الرحمة بالمسجد الاقصى والأماكن المقدسة وما تشكله من تداعيات خطيرة ستؤدي الي فرض المواجهة من جديد .
حان الوقت للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تحمل مسؤولياتها واتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه الاعتداءات بحق “الأقصى”، والأماكن المقدسة في الخليل وخاصة الحرم الابراهيمي كون ما يجري من ممارسات لا يراعى قدسية هذه الاماكن وضرورة اتخاذ اجراءات تلزم من خلالها سلطات الاحتلال بالوضع الحالي في القدس وعدم جر المنطقة لحرب دينية لا تستطيع وقفها .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية