في مشهد جنائزي مهيب شيع المغرب عموما وساكنة المحمدية خصوصاً اليوم الخميس، اسطورة كرة القدم المغربية أحمد فرس.
وقبل رفع آذان الظهر بقليل خرج جثمان الراحل فرس محمولا في نعش خشبي على أكتاف حفظة لكتاب الله، وأفرد من عائلته وقدماء من لاعبي كرة القدم.
بكاء ونحيب وأصوات تملأ المكان يطغى عليها الابتهال إلى الله، تسأل الرحمة والمغفرة لهذا الرجل الذي أحبّ وطنه فأحبه الوطن.
وجوه من عالم كرة القدم، تمشى في جنازة فرس، بينما ينقلب هشام أيت منا إبن فريق شباب المحمدية، ورئيس بلديتها التعازي.
نادية مقدي (تيكانا)، عميدة المنتخب النسوي سابقاً، تضع يديه فوق رأسها، وهي تبكي وضع جثمان الراحل فرس في سيارة نقل الموت، والسير به إلى مسجد فضالة للصلاة عليه صلاة الجنازة.
مشيا على الأقدام سار موكب تشييع جثمان الراحل فرس، إلى مثواه الأخير ، هناك وسط قبور من أحبوا مدينة المحمدية فأحبهم وسكن للأبد بينهم.
وتوفي، أمس الأربعاء بالمحمدية، الدولي المغربي السابق أحمد فرس، عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، .
ويعد الراحل من أساطير كرة القدم المغربية والإفريقية، حيث حمل ألوان المنتخب المغربي، وكان من أبطال أسود الأطلس المتوجين بكأس افريقيا للأمم لكرة القدم سنة 1976. كما حصل في نفس السنة على الكرة الذهبية الإفريقية.
وكان الراحل من أبرز لاعبي فريق شباب المحمدية، وسبق أن توج هدافا للبطولة الوطنية سنتي 1969 و1973، وأحرز لقب كأس العرش في سنتي 1972 و1975.
وبعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم أحمد فرس.
وقال جلالة الملك، في هذه البرقية: “علمنا ببالغ التأثر والأسى، بنبأ وفاة المشمول بعفو الله ورضاه، اللاعب الدولي السابق المرحوم أحمد فرس، تغمده الله بواسع رحمته، وأحسن قبوله إلى جواره”.
وأضاف جلالته “وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم ولكافة أهلكم وذويكم، ولأصدقاء الفقيد ومحبيه، ومن خلالكم للأسرة الرياضية الوطنية، ولا سيما لنادي شباب المحمدية لكرة القدم، عن خالص تعازينا، وصادق مواساتنا، في رحيل أحد النجوم الكبار لكرة القدم المغربية، ومتصدر قائمة هدافيها الدوليين، والذي ساهم بما حباه الله من موهبة فذة في تألق كرة القدم الوطنية قاريا ودوليا، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث كان أول لاعب مغربي يحظى بشرف الفوز بالكرة الذهبية الإفريقية سنة 1975، كما كان له الفضل في مسيرة تتويج منتخبنا الوطني بكأس إفريقيا للأمم سنة 1976”.
ومما جاء في هذه البرقية أيضا “وإننا إذ نشاطركم مشاعر الحزن في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، مستحضرين، بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد العزيز من أخلاق إنسانية رفيعة، ومن غيرة شديدة وصادقة على الراية والقميص الوطنيين، جعلت منه قدوة للأجيال اللاحقة، فإننا ندعو العلي القدير، في هذه الأيام الربانية المباركة، أن يسكنه فسيح جنانه، ويجزيه خير الجزاء عما قدم بين يدي ربه من أعمال مبرورة، وعما أسداه لوطنه من جليل الأعمال، وأن يعوضكم عن فراقه جميل الصبر وحسن العزاء”.
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون “. صدق الله العظيم.