لم تكن مجرد زائرة إعلامية أجنبية، بل تحولت إلى عنوان لاختراق غير مسبوق هزّ أركان الدولة الإيرانية، بعدما فجّر سياسي بارز في طهران تصريحات مدوية اتهم فيها صحافية فرنسية تدعى كاترين شكدم بأنها نجحت في التسلل إلى عمق مؤسسات النظام تحت غطاء صحفي – وبدوافع استخباراتية خطيرة.
الحديث الصادم جاء على لسان مصطفى كواكبيان، البرلماني السابق والأمين العام لحزب “الديمقراطية الشعبية”، الذي خرج عبر التلفزيون الرسمي ليتحدث عن علاقة شكدم بـ120 شخصية مؤثرة في إيران، واصفًا ما جرى بـ”الاختراق الأخطر” الذي عرفته البلاد.
كاترين شكدم، المحللة السياسية اليهودية، كانت قد اخترقت الصحافة الإيرانية من بوابة الصحف المتشددة مثل “كيهان” و”تسنيم”، بل ووصلت إلى مواقع حساسة ومناسبات دينية وأمنية، قبل أن تعترف لاحقًا في مقال بجريدة “تايمز أوف إسرائيل” بأنها كانت في “مهمة إعلامية خاصة”، وهو ما فتح الباب أمام موجة غضب واسع وتشكيك في منظومة الحماية الأمنية الإيرانية.
وتأتي هذه القنبلة السياسية في وقت حساس، بعد اغتيالات استهدفت جنرالات إيرانيين في عمليات نُسبت إلى إسرائيل، لتزيد الشكوك حول مدى تغلغل الاختراق الاستخباراتي الأجنبي داخل الأجهزة السيادية.
في ظل هذا الصمت الرسمي المطبق، تتصاعد المطالب داخل إيران بالكشف عن كل تفاصيل هذه الفضيحة الأمنية، ومحاسبة كل من سهّل لهذا الاسم المجهول أن يتحول إلى أداة اختراق ناعمة وسط مفاصل السلطة.