اليوم الثالث عشر من سلسلة ارحل
“عارض ولا تتردد”
حميد يعقوبي / القنيطرة
ارحل..
إذا أحسست أنك مقيدٌ بعادات الأهل ، مكبلٌ بتقاليد العشيرة ، مسيج بأسلاك الأعراف ، محاصر بجهل وظلم شيوخ القبيلة والأسلاف ، لا شيء يسمح لك بالتحرر من هذا المعتقل المفتوح ، لأنهم عودوك على عدم الإيمان بالانعتاق من مخاوفك ..كلما فكرت في التمرد والعصيان ،تم تحنيط عقلك ومشاعرك ، والرغبةَ في الخلاص .. والمصيبةُ الكبرى حين تكتشف أن أقرب الناس إليك هم من يزرعون في نفسك بذور التردد والريبة في قدراتك الفكرية ، فيردونك صريع الصمت والانكماش على الذات ، تخشى أن تعارض .. ترعبك كلمة (لا) أمامهم ..تخاف أن ترفع شعار الرفض فتصيبك لعنة الفراعنة ..
لا تعش أبدا بين الحفر ..وافعل ما تخاف فعله ..تربص بأول فرصة تمر أمامك واقتنصها لتملأ دائرة الحوار ثرثرة مع نفسك ..واصنع سفينة النجاة قبل أن تغمرك مياه العجز والخمول والكسل ..فلا عاصم لك من آذاهم لا بحر ولا جبل .. ارحل قبل أن يستهلكك الصبر، وتعيش بلا أمل .. أو تُقْدِمُ على حماقات تجعلك تعيش الخيبات بلا رد فعل ولا عمل ..
ارحل بعقلك وحريتك .. وعش بينهم مسالما لا مستسلما .
———