الوضوح

شاركها

“كوبرا” تنهي حياة شاب

أضيف شاب في مقتبل العمر إلى لائحة ضحايا الأفاعي السامة، التي أودت بحياة كثيرين هذه السنة، إذ تعرض للدغة أفعى سامة من نوع “كوبرا”، أو ما يطلق عليه محليا “بوسكا”، وضعت حدا لحياته في الحين.

ويتحدر الشاب من منطقة “إغازوننملاس” الواقعة ضواحي مركز النقوب، التابع إداريا لإقليم زاكورة، إذ كان يقوم بأشغال السقي عصر السبت الماضي، في حقل للحناء، قبل أن يتعرض للدغة الأفعى، والتي لم تمنحه فرصة الذهاب إلى المستشفى، إذ توفي بعد فترة قصيرة من تعرضه للدغة.

ونقل الشاب على متن سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات، من أجل استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة، قبل دفنه، وتفيد المعلومات أنه رب أسرة، وقد توجه في يوم الحادث إلى سوق محلي في الصباح، وبعد عودته قرر الخروج للقيام بنشاط روتيني في بساتين الحناء، التي كانت تتخفى فيها الأفعى القاتلة.

ويشكل الحادث حلقة في سلسلة من حوادث الزواحف السامة، التي أودت بحياة مجموعة من الضحايا هذه السنة، خاصة الأفاعي التي تصعب النجاة من لدغتها، عكس العقارب التي نادرا ما تكون لسعتها قاتلة.

وتأتي الواقعة أيضا في وقت تعيش فيه معظم المراكز الصحية والمستشفيات أزمة الأمصال المضادة للسموم، إذ لا يتوفر جلها على المصل، ويتوجب على الضحية التنقل إلى المستشفى الإقليمي أو الجهوي، من أجل الحصول على العلاج.

ووزعت وزارة الصحة في الأيام الماضية بعض الأمصال على بعض المراكز الصحية، الواقعة في مراكز الجماعات، غير أنها عبارة عن مصل أولي يمنح للضحية في انتظار نقله إلى مستشفى أكبر، لأن المراكز والمستشفيات المحلية لا تتوفر على قاعات الإنعاش ووحدات العناية المركزة، كفيلة بالتكفل بالضحايا، الذين تظهر عليهم أعراض ومضاعفات خطيرة، نتيجة دخول السموم إلى أجسامهم.

ويضطر الضحايا بسبب ضعف بنيات الاستقبال في المراكز المحلية، إلى خوض رحلات مكوكية من أجل العلاج، إذ هناك من يقضي ساعات طويلة في التنقل بين المراكز والمستشفيات، وترفض استقبالهم لغياب وسائل العناية بهم، والخوف من وفاتهم، ما يقلل فرص نجاتهم، أو تقليص الأضرار والمضاعفات، خاصة أن البعض لا يصل إلى المستشفى الجهوي أو المركب الجامعي، إلا بعد 3 ساعات أو أكثر.