شهد قطاع صناعة السيارات بالمغرب خلال النصف الأول من عام 2025 طفرة إنتاجية لافتة، حيث قفز عدد الوحدات المصنعة إلى أكثر من 350 ألف سيارة، مقارنة بـ 257 ألف وحدة فقط خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، أي بنسبة نمو تجاوزت 36%. هذا الارتفاع القياسي يعكس نجاعة الاستراتيجية الوطنية الصناعية وجاذبية المملكة للاستثمار الأجنبي، خاصة في مجال تصنيع المكونات وقطع الغيار.
وقد ساهم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، إلى جانب شبكة الاتفاقيات التجارية والبنية التحتية المتطورة، في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة مفضلة للشركات العالمية العاملة في القطاع. وتأتي هذه الديناميكية الصناعية مدعومة بحوافز قوية للمستثمرين وسهولة في الإجراءات، ما شجع عمالقة صناعة السيارات على توسيع عملياتهم الإنتاجية داخل المملكة.
في السياق ذاته، أسهم هذا التوسع في خلق آلاف مناصب الشغل، خاصة في التخصصات التقنية والهندسية، مع تعزيز مكانة الكفاءات الوطنية في سوق الشغل، وتحسين مستويات الدخل الفردي في مناطق الاستقبال الصناعي.
وبينما يشهد العالم تحولات متسارعة نحو السيارات الكهربائية والهجينة، يتهيأ المغرب لاقتحام هذا المجال الواعد، من خلال تحفيز البحث والتطوير وتكييف سلاسل الإنتاج مع المعايير البيئية الدولية. وتؤكد هذه الخطوات المتقدمة سعي المملكة إلى التحول إلى منصة إقليمية لصناعة السيارات النظيفة في القارة الإفريقية.