الوضوح

شاركها

سلسلة التراث الطبيعي لطنجة الحلقة 2 التراث الأخضر غابة رأس سبارطيل – مديونة – الدونابو

سلسلة التراث الطبيعي لطنجة

الحلقة 2

التراث الأخضر

غابة رأس سبارطيل – مديونة – الدونابو

 

للباحث الدكتور أحمد الطلحي

تقع غابة رأس سبارطيل-مديونة-الدونابو غرب مدينة طنجة، على مساحة تقدر بحوالي 2970 هكتارا، ثلاثة أرباعها في ملكية الخواص 2245 هكتارا، والباقي أي 725 هكتارا ملك عمومي ما بين ملك الدولة الخاص والملك الغابوي. لكن الجزء الأكبر من الغابة يقع في محمية رأس سبارطيل بمساحة 1200 هكتار.
تتوفر المنطقة التي يلتقي عندها البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، على تنوع بيولوجي مهم، نباتي وحيواني، إذ تتميز بانتشار أشجار الصنوبر بكل أنواعه، كما أنها تعتبر أحد المعابر الرئيسية للطيور المهاجرة بين القارتين الإفريقية والأوروبية. لهذا تم تصنيفها سنة 1996 كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية (التصميم المديري للمناطق المحمية).
كما تمتاز المنطقة بمناظرها الخلابة، خصوصا إطلالتها على الواجهتين البحريتين.
وتعد من أكثر مناطق المدينة التي تسيل لعاب المستثمرين السياحيين والمنعشين العقاريين، ولولا يقظة المجتمع المدني المحلي لتم تعميرها بالكامل. وأول مشروع سياحي استوطن بالمنطقة هو منتزه الدونابو سنة 1949 على مساحة 150 هكتارا، مكون من حوضين للسباحة (واحد للأطفال وآخر للكبار) يملآن بمياه البحر ومطعم…، وعرف إقبالا كبيرا في سنوات الخمسينات، لكن تم إغلاقه سنة 1962، وأصبح الان مكان مهملا.
كما تعرف المنطقة حرائق باستمرار، لكن أهم حريق كان سنة 2017 الذي أتى على 230 هكتارا من أراضي الغابة، خصوصا في مديونة والسلوقية ورأس سبارطيل.
عرفت المنطقة عددا من الأشغال مؤخرا لمعالجة آثار الحريق الأخير، تمثلت في: تشجير حوالي 220 هكتار وفتح مسلكين غابويين على طول 12,8 كيلومتر من أجل تسهيل التدخل لإخماد الحرائق وبناء برج للمراقبة يمكن من مراقبة أغلب غابات المدينة.
وللمحافظة على هذه المنطقة الغابوية الهامة، لا بد من تحويل جزء كبير منها إلى منتزهات حضرية، وتسييج المحمية الطبيعية لرأس سبارطيل وتشديد الحراسة عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن غابة مديونة عرفت مؤخرا بعض الأشغال تمثلت في إحداث مسارات للتجول ومواقف للسيارات وتجهيزها بالكراسي والطاولات الخشبية وبألعاب الأطفال والمعدات الرياضية.