الوضوح.كوم
في مدينتنا، حيث تتعالى الأصوات وتتناسل الوعود، قلّ من يترجم القول إلى فعل، والنوايا إلى إنجازات. وبين أولئك القلّة، يبرز اسم الأستاذ جمال العموري، الرجل الذي اشتغل في صمت، وناضل بصدق، من أجل تحقيق مشروع إنساني نبيل لطالما انتظرته ساكنة زايو: مركز تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي.
نضال من أجل الكرامة
لم يكن إنشاء هذا المركز مجرد مشروع بنية تحتية، بل كان قضية كرامة وإنقاذ أرواح، حملها العموري على عاتقه بإصرار قلّ نظيره. سنوات من السعي والمرافعة والتواصل، نسج خلالها علاقات، وطرق أبوابًا، وجمع بين المبادرة والتنسيق والمتابعة الدقيقة، لإخراج هذا المركز إلى حيز الوجود.
لقد آمن السيد جمال العموري، منذ البداية، أن الحق في العلاج هو حق مقدس، وأن مدينة زايو التي عانت لعقود من التهميش في الخدمات الصحية، تستحق منشأة طبية تليق بأبنائها، تخفف معاناتهم، وتمنحهم فرصة للحياة دون عناء التنقل ومصاريف العلاج في مدن أخرى.
العمل في الظل… والعطاء في العلن
ما يميز الأستاذ جمال العموري ليس فقط ما قدمه، بل الطريقة التي قدم بها عطاؤه؛ دون ضجيج، دون بهرجة إعلامية، وبدون البحث عن أمجاد شخصية. رجل ترجم معنى الالتزام الأخلاقي والاجتماعي، وجعل من خدمته للناس مبدأ لا يتزحزح.
اشتغل من موقعه كمواطن غيور ومسؤول واعٍ، يربطه بالمدينة انتماء حقيقي، لا مصالح مؤقتة. وكما عهدته ساكنة زايو، كان دومًا الأقرب إلى همومهم، والأسبق إلى نصرتهم، وخاصة المرضى الذين وجدوا فيه ملاذًا وضميرًا حيًا.
ثمرة نضال… وأمل يتجدد
افتتاح مركز القصور الكلوي بزايو لم يكن إنجازًا إداريًا فقط، بل كان محطة إنسانية فارقة، تعني الكثير لعشرات المرضى الذين كانوا يقطعون المسافات الطويلة من أجل جلسات العلاج. واليوم، بفضل جهود رجال صادقين، في مقدمتهم الأستاذ جمال العموري، أصبح المركز واقعًا ملموسًا، ينبض بالأمل والرعاية.
كلمة حق… في زمن قل فيه الوفاء
لسنا هنا لنمدح، بل لنقول كلمة حق في رجل صدق. الأستاذ جمال العموري هو نموذج لمن يستحق التقدير، لا لشيء سوى لأنه جعل من خدمة الناس أولويته، ومن مصلحة المدينة بوصلته، ومن القيم والضمير الحي دليله في كل خطواته.
زايو مدينة لا تنسى أبناءها البررة، والتاريخ لا ينسى من زرع الخير.