الوضوح

شاركها

هذه نسبة ملء السدود المغربية بعد التساقطات المطرية الأخيرة

الوضوح.كوم

في ظل التحديات التي يواجهها المغرب في ما يتعلق بنقص الموارد المائية السطحية والجوفية، سجلت نسبة ملء السدود الوطنية ارتفاعا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغت بتاريخ اليوم، 4844 مليون متر مكعب، ما يعادل نسبة ملء تقدر بـ28.77 في المائة، مقارنة بـ23.55 في المائة خلال سنة 2023 (التي صنفت الأكثر حرارة وجفافا)، أي حوالي 3796 مليون متر معكب.

وحسب أرقام رسمية مصدرها وزارة التجهيز والماء، فقد سجلت حقينات جل الأحواض المائية ارتفاعا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، ما عدا حوض تانسيفت الذي سجل انخفاضا طفيفا.

وبلغت نسبة ملء حوض اللوكوس %46.39، مقارنة بـ%39.34 خلال نفس الفترة من السنة الماضية، وقفزت نسبة ملء حوض ملوية من %25.93 السنة الماضية إلى %36.40، وكذلك هو الحال بالنسبة لحوض سبو الذي سجل نسبة ملء %38.41 مقارنة بـ%36.81.

وبلغت نسبة ملء حوض أبي رقراق %36.5 مقارنة بـ%19.37 سنة 2023، وارتفعت حقينة حوض أم الربيع من %4.73 سنة 2023 إلى %5.01، وحوض سوس ماسة من %11.23 إلى %17.13، وحوض درعة وادنون من %20.49 إلى %33.31 سنة 2023، وحوض زيز كير غريس من %27.16 إلى 56.65 في المائة هذه السنة.

في المقابل، سجلت حقينة حوض تانسيفت انخفاضا طفيفا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث تراجعت حقينة هذا الحوض الذي يضم سدين وهما حسن الدخيل وقدوسة، من %46.25 (105.13مليون متر مكعب) إلى %45.42 (103.25مليون متر مكعب).

وفي ما يخص وضعية أهم وأكبر السدود الوطنية، سجل سد الوحدة، وهو أكبر سد بالمغرب، ويعد ثاني أكبر سد في إفريقيا، وتبلغ طاقته الاستيعابية 3 ملايير و522.3 مليون متر مكعب، (سجل) نسبة ملء بلغت %41.5 أي حوالي مليار و460.2 مليون متر مكعب، مقارنة مع مليار و458 مليون متر مكعب أي %41.4 خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

وبعد إعلان جفافه السنة الماضية، عرفت حقينة سد المسيرة ثاني أكبر سد في المغرب، والذي يقدر حجمه الإجمالي بمليارين و657 مليون متر مكعب، عرفت ارتفاعا طفيفا خلال هذه السنة، حيث انتقلت من 0.9 في المائة (23 مليون متر مكعب) إلى %1.6 هذه السنة (42.8 مليون متر مكعب).

وانتقل حجم الماء بسد بين الويدان من 58.4 مليون متر مكعب سنة 2023، إلى 63.3 مليون متر مكعب هذه السنة.

وكان وزير التجهيز والماء، نزار بركة، قد كشف عن معطيات مقلقة بشأن تراجع التساقطات المطرية في المغرب، مشيرًا إلى انخفاض بنسبة 65 في المائة مقارنة بالسنوات العادية.

ورغم هذه التحديات، أوضح بركة، في معرض رده على الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، يوم الاثنين 9 دجنبر 2024، أن الفترة الممتدة من شتنبر إلى غاية 6 نونبر 2024، شهدت تحسنًا نسبيًا، حيث بلغ متوسط التساقطات المطرية 50 ملمترا على الصعيد الوطني، مقارنة بـ27 ملمترا خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يمثل زيادة بنسبة 83 في المائة.

هذا التحسن، انعكس إيجابًا على واردات السدود، التي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا، لتصل إلى مليار و79 مليون متر مكعب، مقابل 493 مليون متر مكعب العام الماضي، بفائض قدره 119 في المائة، مما ساهم في رفع نسبة ملء السدود إلى 29.13 في المائة.

وأشار الوزير، إلى التعليمات الملكية الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الكامل من الماء الصالح للشرب بنسبة 100 في المائة، وتلبية احتياجات مياه السقي بنسبة 80 في المائة.

ولبلوغ هذه الأهداف، اتخذت الحكومة تدابير متعددة، شملت تسريع إنشاء السدود، حيث تم ملء حقينة خمسة سدود جديدة خلال السنة الجارية. كما أُطلق مشروع الربط المائي بين حوض سبو وحوض أبي رقراق، والذي يهدف إلى نقل 450 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، مع خطط مستقبلية لتمديد الربط نحو سد المسيرة لتخفيف الضغط عن حوض أم الربيع.

إضافة إلى ذلك، أشار الوزير إلى جهود كبيرة تُبذل في مجال تحلية المياه، مع هدف إنتاج مليار و700 مليون متر مكعب بحلول عام 2030. هذه المشاريع تُعد جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإجهاد المائي وضمان الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية.

ورغم التحسن النسبي في التساقطات المطرية، يظل المغرب أمام تحديات مائية كبيرة. ويتطلب تجاوز هذه العقبات استمرار الجهود الوطنية، مع دعم الاستثمارات في البنية التحتية للمياه وتبني حلول مبتكرة ومستدامة للحفاظ على هذا المورد الحيوي.

عبير العمراني