بنو خثعم يحلون لغز الشان بين المغرب والجزائر
منعم وحتي
إن العرب ومنذ العهود الغابرة، حتى قبل الإسلام، كانت لهم فترات اتفاقية من السنة، يمنع فيها القتال وسفك الدماء والإغارة على القبائل، ويُمنع الاعتداء على الغير. خلاصة القول أن الأشهر الحُرُم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، أشهر سلام ومحبة بين الناس وتؤجل فيها كل طلبات الثأر والعداء بين القبائل، وتكون هاته الأشهر مناسبة للمحبة ورواج الأسواق ومعاهدات الصلح.
إن التظاهرات الرياضية التي تجمع عدة دول، تكون مناسبة أيضا لإشاعة روح المحبة والإخاء بين الشعوب وتذويب الخلافات خصوصا وأن الرياضة تحمل مُسحة إنسانية بسُمُو القيم الراقية، وتكون هاته الملتقيات الرياضية شبيهة بالأشهر الحُرُم بتوحيدها لقلوب شعوب الأرض على أرضية السلام ونبذ الخلافات.
إن هاته المحاكاة بين قيم السلام والمحبة في الأشهر الحُرُم والتظاهرات الكروية، هي درس كبير لعسكر الجزائر الذي لم يستوعب أن الملتقى الكروي الإفريقي للشان مناسبة لوضع كل عداء سياسي جانبا، وفتح القلوب قبل فتح الحدود، ولو مؤقتا، لأن الذي كان مطلوبا أن تتحول الجزائر لأرض للقاء والتجميع بدل التفرقة وغلق الحدود والعداء.
فمنع طائرة دولة جارة من التحليق فوق سماء الجزائر هو نوع من البهتان والإصرار على السياسة العدائية ضد المغرب في مناسبة رياضية كان الأحرى أن تكون نقطة ضوء للتقريب بين الشعبين المغربي والجزائري، بدل تعنت جنرالات قصر المرادية في غيهم وشحنهم لمناسبة كروية بالحقد ضد المغاربة ووحدة أراضيهم.
ملحوظة لها علاقة بما سبق:
كانت قبيلة بنو خثعم، تشد على قاعدة السلام في الأشهر الحُرُم، وكانت هاته القبيلة تستبيح بالحروب والاعتداء بقية القبائل.
فما أشبه عسكر المرادية ببني خثعم.