الوضوح/بقلم/ عماد السعيدي
تعد مدينة رأس الماء إحدى المدن الصغيرة الساحلية، وهي نموذج للهدوء البسيط الذي يميز العديد من المدن المغربية ورغم صغر حجمها، فإنها تحتفظ بجاذبية خاصة بفضل طبيعتها المريحة. لكن وراء هذا الهدوء الذي ينعم به المواطنون، تبرز بعض التحديات التي تعكر صفو حياتهم اليومية، أبرزها غياب الحراسة الصيدلية الليلية.
يعد غياب الحراسة الصيدلية الليلية مصدر قلق للكثير من المواطنين، خاصة في حالات الطوارئ، فعلى الرغم من وجود ثلاث صيدليات في المدينة، إلا أن أيا منها لا يوفر خدمة الحراسة الليلية بشكل مستمر، في حال وقوع طارئ صحي يتطلب ادوية معينة في وقت متأخر من الليل، يجد المواطنون انفسهم أمام مشكلة كبيرة، حيث يتعين عليهم التوجه إلى المدينة المجاورة اي السعيدية، التي تبعد نحو 19 كيلومترا عن رأس الماء للبحث عن صيدلية .
وفي حالات الطوارئ التي تتطلب أدوية معينة في ساعات الليل، يصبح الحصول على الدواء في مدينة رأس الماء أمرا بالغ الصعوبة. في كثير من الأحيان، يجد المواطنون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما التوجه إلى مدينة السعيدية ليلا، أو الانتظار حتى صباح اليوم التالي للحصول على الدواء. لكن المشكلة تكمن في أن وسائل النقل العامة غالبا ما تكون غير متوفرة في تلك الساعات المتاخرة من الليل، مما يزيد من معاناة الأشخاص الذين لا يملكون وسائل نقل خاصة.
رغم هدوء مدينة رأس الماء، إلا أنها بحاجة إلى تحسينات ملموسة في خدمات الرعاية الصحية، خاصة فيما يتعلق بالحراسة الصيدلية الليلية. والسؤال الذي يطرحه العديد من سكان المدينة هو لماذا لا يتم تنظيم الحراسة الصيدلية بشكل اكثر مرونة لتلبية احتياجات المواطنين؟
بدلا من فرض حراسة طوال الليل، يمكن تحديد توقيت محدد يغطي الفترة التي يكون فيها الطلب على الأدوية أكثر إلحاحا خصوصا في منطقتنا التي تعاني من نقص في الصيدليات. وقد يسهم هذا في تحسين خدمة الرعاية الصحية وتوفير الأدوية في الأوقات المناسبة.
وبذلك، مدينة رأس الماء تستحق تحسينات في خدماتها الصحية لتتماشى مع احتياجات مواطنيها. توفير حراسة صيدلية ليلية مرنة ليس مطلبا كبيرا، لكنه سيكون خطوة حاسمة نحو تحسين جودة حياة السكان.
فهل تتحرك الجهات المعنية لتحقيق هذا الطلب؟
وهل يمكن تنظيم الحراسة الصيدلية بشكل أكثر مرونة لتلبية احتياجات المواطنين؟