كأولى التفاعلات الميدانية للجالية المغربية بالخارج مع الفيضانات التي عرفها إقليم طاطا خلال شهر شتنبر الماضي، حل وفد من مغاربة إيطاليا، مرافقا بجمعويين إيطاليين، بتراب الإقليم لتفقد الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات الأخيرة الاستثنائية وتقديم مساعدات للمحليين يوم الخميس بجماعة أديس.
يقود هذا الوفد أعضاء من الجالية المغربية بإيطاليا ممثلين في “جمعية الهلال للثقافة والرياضة بمقاطعة بولونيا”، إلى جانب حوالي 13 فاعلا جمعويا عن البلد الأوروبي ذاته. ومن المنتظر أن يتم الاستماع إلى روايات الساكنة المحلية، ثم تقديم مساعدات مادية للمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، وتدارس سبل تقديم أخرى مستقبلا.
تأتي هذه المبادرة أسابيع معدودة بعد إعلان الحكومة المغربية عن برنامج خاص بميزانية تصل إلى 2,5 مليار درهم ستخصص للتجاوب مع الخسائر التي عرفتها عدد من الأقاليم، سواء بجهة سوس-ماسة أو درعة-تافيلالت أو حتى كلميم-واد نون، على أن يتم تخصيصها بشكل أساسي للبنية التحتية من قناطر ودوائر سقوية وطرقات محلية ووطنية.
كما تأتي بالموازاة مع الدينامية التي أطلقتها ديناميات مجتمعية في هذا الصدد، تهدف من خلالها إلى تسريع وتيرة التنمية بالمناطق التي مسّتها الفيضانات، متمسكة بضرورة “استفادة المتضررين من صندوق الكوارث الطبيعية من خلال إعلان منطقة طاطا منكوبة”.
حسن كوبي، رئيس جمعية الهلال للثقافة والرياضة بإيطاليا، قال في هذا الصدد إن “السبب الرئيسي الذي قادنا إلى طاطا هو الفيضانات الأخيرة التي عرفتها، حيث تسببت في تضرر البنية التحتية بالمنطقة وتضرر منازل الساكنة المحلية، مما يدفع كل القوى الحية إلى التجاوب، على قدر المستطاع، مع هذا الوضع المستجد بالمنطقة”.
وأضاف كوبي، في تصريح له، أن “من المهم أن تتفاعل الجالية مع هذا الموضوع وتقوم بدورها في هذا الصدد. سنحاول أن نراقب حجم الخسائر التي عرفتها المنطقة، مع العمل على توفير مساعدات مادية لفائدة الساكنة المحلية، خصوصا بدوار أديس بجماعة طاطا”، مشيرا إلى أن “هذه المساعدات من المنتظر أن تكون موازية لمختلف المجهودات المدنية والرسمية التي يتم القيام بها في هذا الصدد”.
وشدد المتحدث على ضرورة “تكاثف مختلف القوى الحية الوطنية، سواء بالداخل أو الخارج، بغرض تقديم يد المساعدة لفائدة المحليين الذين أضرت بهم هذه الكارثة الطبيعية، بما يكمّل مجهودات المجتمع المدني المحلي وكذلك الدولة ممثلة في الحكومة المغربية”، مؤكدا أن “محليين، بمن فيهم قاطنو دوار أديس بإقليم طاطا، من المنتظر أن يستفيدوا من إعانات بهذا الخصوص”.
وأشار إلى أن “المساعدات المادية ستكون في هذا الصدد أفضل من مختلف أنواع المساعدات الأخرى، إذ يمكن للأسر التي ستستفيد منها تدبّر أمورها في انتظار المزيد من المبادرات من هذا القبيل، بحيث سنعيد دراسة ما يمكن القيام به في هذا الصدد مستقبلا؛ فقد سبق أن قمنا بمجموعة من التدخلات بالمغرب في هذا الصدد، خصوصا بمنطقة الحوز بعد الزلزال”.