تلقت الدبلوماسية العسكرية الجزائرية صفعة قوية جديدة، وذلك بخصوص ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث فشلت في الحصول على موقف صريح مؤيد لأطروحتها المشروخة من قبل دولة سلوفانيا.
وفي هذا الإطار، أجرى وزير خارجية نظام العسكر الجزائري، أحمد عطاف، مباحثات مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية بسلوفينيا تانيا فايون، وعول عليه النظام المجنون لاستصدار موقف مساند لمرتزقة البوليساريو من قبل هذا البلد الاوربي.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية العسكرية الجزائرية.، أن “هذه المباحثات سمحت بتبادل الطرفين الرؤى والتحاليل حول مُستجدات الأوضاع الدولية والإقليمية، وأن الطرفين أكدا على ضرورة مُواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين في إطار عهدتيهما كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن، لاسيما وأنّ سلوفينيا تتأهب لتولي الرئاسة الدورية لهذه الهيئة الأممية شهر سبتمبر المقبل”.
وأشار البيان إلى أن هذه المباحثات الثنائية توجت بتوقيع الوزيرين على بيان مشترك تم تخصيص حيز هام منه للتأكيد على ما أسماه “تطابق مواقف البلدين من عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك كالنزاع حول الصحراء”.
وفي هذا الإطار قال البيان، إن الوزيرين أكدا على “دعمهما للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع، وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن على حد سواء”.
وهكذا خابت مساعي الكابرانات، الذين كانوا يأملون في أن ترقص سلوفينيا على أنغام اسطوانتهم المشروخة وتدبج معهم بيانا يتحدث عن ما يسمى ب”الشعب الصحراوي” و”تقرير المصير”، قصد استهلاكه في الجزائر وفي مغيمات العار بتندوف، إلا ان سلوفينيا خيبت آمالهم واصطفت إلى جانب الشرعية الدولية كما جاء في بيان الخارجية العسكرية، التي لم تستح عندما تتحدث عن احترام “القرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن على حد سواء” وهي تعترف مسبقا بان كل هذه القرارات تصب في صالح مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب منذ 2004 والذي لاتزال الجزائر ترفضه وتناور لكي لا تحضر الموائد المستديرة التي دعت إليها مجلس الأمن مرارا، باعتبراها الطرف الرئيسي في النزاع المفتعل وليس دمية البوليساريو التي لا تعدو أن تكون مجرد بيدق في أيدي الجنرالات.
ويُرجع مراقبون هذا الفشل إلى عدة عوامل، منها التوازن الدقيق الذي تسعى سلوفينيا لتحقيقه في علاقاتها مع الدول المغاربية، فضلاً عن الضغوط الأوروبية المتزايدة لدعوة جميع الأطراف إلى الحوار والتفاوض لحل هذه القضية.
وكانت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، قد عبرت خلال زيارة قادتها إلى المملكة المغربية في يونيو الماضي عن إشادة بلدها بمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره “أساسا جيدا للتوصل إلى تسوية نهائية ومتوافق عليها” للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
كما أكد بيان مشترك صادر عقب مباحثات أجرتها الوزيرة السلوفينية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن سلوفينيا، جددت التأكيد على دعمها الثابت للعملية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيدة في هذا الصدد بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية من أجل التوصل إلى حل سياسي، وواقعي وعملي، ودائم، ومقبول من لدن الأطراف، يقوم على التوافق.