الوضوح

شاركها

الفائز الحقيقي بانتخابات دائرة فاس الجنوبية الجزئية

حفيظ الزهري

حسب النتائج الأولية للانتخابات الجزئية البرلمانية للدائرة الجنوبية بفاس فقد فاز حزب التجمع الوطني للأحرار ب 9767 صوت، يليه حزب العدالة والتنمية ب 3458 صوت، وثالثا حزب الإتحاد الإشتراكي ب 2642 صوت، فيما حل حزب الحركة الشعبية رابعا ب 1191 صوتا.
في قراءة بسيطة مرفوقة بعملية حسابية بسيطة يتضح أن حصول حزب التجمع الوطني للأحرار على المركز الأول لم يكن بمفرده، بل كان بمجهود مشترك مع رفاقه في التحالف الحكومي أي حزبي الإستقلال والأصالة والمعاصرة، فإذا قمنا باقتسام 9767 صوت على الأحزاب الثلاثة المشكلة للحكومة سنحصل على 3255.6 لكل حزب.
عملية حسابية تليها بعض الأسئلة في طياتها أجوبة: أولها هل فاز حزب التجمع الوطني للأحرار بالمقعد سياسيا وهو الفائز ميدانيا؟ النتائج كشفت تراجع شعبية حزب الإستقلال بمدينة فاس، كما هو الحال لحلفائه في الحكومة حيث أن النتائج المحصل عليها كانت في المناطق القروية التي كانت سببا كذلك في الرفع من نسبة التصويت المتدنية بشكل كبير.
2642 صوت التي حصل عليها حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتحالف مع حزب التقدم والاشتراكية اي 1321 صوت لكل حزب إن اقسمناها بالعدل بين الرفاق، وهو ما يؤكد تأثر حزب الوردة باعتقال البرلماني البوصيري، وكذلك التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات الذي فضح كواليس الصفقات داخل قيادة الحزب.
اما حزب الحركة الشعبية الذي حصل على 1191 صوتا، بتحالف مع التكثل الديمقراطي الذي يقوده حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الإستقلال، يمكن اعتباره بمثابة انتصار رمزي لحزب السنبلة حيث استطاع اقتحام قلعة انتخابية ظلت مستعصية عليه لسنوات.

ليبقى حزب العدالة والتنمية العائد من هزيمة انتخابات 2021 أثبت من خلال أن الحزب لازال حيا يرزق حيث حصل على 3854 صوت حيث يمكن اعتباره الفائز الحقيقي بهذه بهذه الإنتخابات في حالة ثبوت عدم وجود شراكة أو تحالف تحت الطاولة مع تيار أو توجه سياسي يتقاسمه نفس التوجه الإيديولوجي وهو أمر غير مستبعد ومرجح بقوة.
لكن ما ميز هذه الإنتخابات الجزئية البرلمانية بفاس هو العزوف الكبير عن التصويت، وبرودة الحملات الإنتخابية وعدم قدرة القيادات الحزبية على المواجهة المباشرة مع الجماهير لعدم وجود قيادات كاريزمية قادرة على الإقناع.
أعتقد أن الدرس الذي يمكن الخروج به من هذه الإنتخابات الجزئية البرلمانية بفاس أهو تقلص القاعدة الإنتخابية للأحزاب في مقابل ارتفاع نسبة العزوف عن التصويت، ووجود قاعدة انتخابية متحركة بين الأحزاب غير منضبطة، وأن المحطات الإنتخابية المقبلة ستعرف عزوف عن التصويت إن لم تتدارك الأحزاب السياسية هذه الوضعية وتعود للميدان بقيادات وكفاءات شابة بديلة قادرة على إعادة الروح للممارسة الحزبية.

 

نقلا عن الحساب الشخصي للكاتب على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك