تواصل أسعار اللحوم الحمراء التحليق عاليا في السوق المغربية منذ نهاية شهر رمضان، حيث بلغت أرقاما غير مسبوقة، خاصة بالنسبة للحم الغنم الذي لم يعد الكثير من المغاربة قادرين على اقتنائه بعد بلوغه أزيد من 140 درهما للكيلوغرام الواحد في محلات بيع اللحوم بالتقسيط.
ويعتقد الكثير من بائعي اللحوم بالتقسيط أن الأسعار باتت “لا تطاق” بالنسبة للعديد من الأسر المغربية، معتبرين أن الوضع الاقتصادي المدفوع بالتضخم ساهم في تغيير نمط الاستهلاك بالنسبة للحوم الحمراء.
وفي هذا السياق، قال رضوان، وهو جزار يبيع اللحوم الحمراء بالتقسيط في أحد المحلات بمدينة القنيطرة، إن “الإقبال على اللحوم الحمراء تراجع منذ أسابيع”، مشددا على أن “الارتفاع الذي سجلته أسعار لحم الغنم دفعتنا إلى التخلي عنه”.
وأضاف الجزار، في حديث مع هسبريس: “الغنمي لم نعد تبيعه منذ مدة، والزبناء يجدون صعوبة في شراء لحم البقر الذي يصل إلى 100 درهم، فما بالك بلحم الغنم الذي يتجاوز الـ120 درهما”.
واعتبر الجزار الشاب أن الإجراءات التي تعلن عنها الحكومة بخصوص دعم الاستيراد “لا يكاد يظهر لها أي أثر على الأسعار”، مشددا على أن المواطن المغربي عليه أن “ينسى الأسعار التي كانت في السابق بشكل نهائي”.
من جهته، قال هشام الجوابري، الكاتب العام لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء-سطات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “ثمن لحوم الأبقار يتراوح بالجملة ما بين 85 و88 درهما؛ فيما يتراوح سعر لحم الغنم ما بين 110 دراهم و120 درهما للكيلوغرام الواحد”.
وأضاف الجوابري أن سعر لحم الغنم عند أصحاب التقسيط يتراوح ما بين 140 و160 درهما؛ فيما يباع لحم البقر بـ110 دراهم و120 درهما”، معتبرا أن الأسباب نفسها ما زالت تؤثر في الأسعار، وهي توالي سنوات الجفاف واستمرار نفس الإجراءات المعتمدة.
وأشار الفاعل المهني بقطاع اللحوم الحمراء إلى عدم مراجعة دفتر تحملات الاستيراد، و”بالنسبة لمديرية سلاسل الإنتاج ما زالت تمتنع عن الترخيص من أجل الاستيراد لتجار اللحوم الحمراء بالجملة وبالتقسيط”.