الوضوح

شاركها

جدل حاويات نفايات تحت أرضية بالنّاظور

 

عبد الكريم هرواش

بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على إنشاء جماعة النّاظور حاويات نفايات تحت أرضية في مناطق وسط المدينة، لم تشتغل إلا مدة قصيرة، ما زال المشروع معلقا إلى حدود الآن بعد إغلاق هذه الحاويات في ظروف غير واضحة.

وتساءل فاعلون مدنيون بالناظور عن مصير هذا المشروع، الذي صُرفت لإنشائه ميزانية مالية مهمّة، ليظل عرضة للإهمال، بعد أن استبشرت ساكنة الناظور خيرا بإنشائه.

وظلّت الحاويات الحديدية، التي تم وضعها قبالة مسجد لالة أمينة (الحاج مصطفى) وأمام المحطة الطرقية وسط المدينة، مغلقة بعد مرور هذه المدة كلها، لتتحول إلى مجرد كتل حديدية تحتل الرصيف العمومي وتعرقل حركة السير.

سفيان الزغاوي، فاعل جمعوي بالنّاظور، قال: “بعد أن سعد سكان مدينة الناظور بإحداث حاويات نفايات تحت أرضية ذات معايير جمالية وأيضا نفعية بوضع حد لتراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة، وأيضا الاحتفاظ بمساحة للمارة، فوجئوا بإغلاق هذه الحاويات والرجوع إلى الحالة السابقة دون تقديم أي توضيح حول الأمر”.

وتساءل المتحدّث  عن أسباب اتخاذ هذا القرار من طرف الجهات المسؤولة، قائلا: “هل الأمر يتعلق بسوء استعمال هذه الحاويات من طرف السكان، أم أن طريقة وكيفية تركيبها لم تكن متقنة من أجل صلاحية استعمالها لمدة طويلة؟”.

حكيم شملال، منسق حركة “متطوعون من أجل الناظور”، قال إن “فكرة إنشاء حاويات نفايات تحت أرضية جيدة ودلالة على التقدم والتحضر، لكن خطّة إنشائها بمدينة الناظور كانت عشوائية ولم تستجب للمعايير المعمول بها كما هو الحال في المدن المتقدّمة، لذلك كانت النتيجة حتمية بخصوص ما آلت إليه الآن”.

وأبرز شملال، في تصريح له، أن المجلس الجماعي أنشأ هذه الحاويات القليلة على سبيل التّجربة الأولية في أفق تعميمها على باقي المناطق بالمدينة، لكن المشروع برمته كان فاشلا لغياب رؤية واعية وخطة محكمة كان يجب أخذهما بعين الاعتبار قبل الإقدام على هذه الخطوة، التي بذرت المال العام فيما لا طائل من ورائه”.

وتابع قائلا: “إنشاء مشروع حاويات نفايات تحت أرضية يستلزم أولا توعية الساكنة وتحسيسها، والاستعانة بآليات لوجستيكية كافية، وتخصيص كل حاوية لنوع معين من النفايات، ووضع خطة شاملة على مستوى كيفية اشتغال هذه الحاويات وجمع النفايات المتراكمة داخلها”.

غياب كل هذا وغيره، يضيف منسق حركة “متطوعون من أجل الناظور”، جعل المشروع “يؤول إلى فشل ذريع، وأبقى الوضع على ما هو عليه سابقا، بل أفضى إلى نتائج عكسية باحتلال مساحة من الرصيف والتسبب في عرقلة حركة المرور “.

ولأخذ تصريحه حول هذا الموضوع، حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بسليمان أزواغ، رئيس المجلس الجماعي لمدينة الناظور، عدة مرات، مع بعث رسالة نصية إليه عبر تطبيق “واتساب” تتضمن استفسارًا حول الموضوع، لكنها لم تتلق أي إجابة.