الوضوح

شاركها

مديرية الأمن والحصيلة المشرفة دائما بقلم عبد المنعم شوقي

الوضوح: ذ/ عبد المنعم شوقي

كما سبق وقلنا مرارا وتكرارا، فإن النموذج الأمني ببلادنا جعل مملكتنا المغربية شريكا موثوقا به، ومتمتعا بكثير من الاحترام والتقدير على الساحة الإقليمية والدولية. ودليل ذلك هي تلك الإشادات العالمية التي تردنا منوهة بأجهزتنا الأمنية، وكذا تلك التوشيحات المقدمة لمديرها العام مع دعوتها دائما للإشراف على تأمين مختلف التظاهرات الدولية الكبرى.

وعلى الصعيد المحلي، فإن المديرية العامة للأمن الوطني تراهن دائما على استراتيجية قائمة على الانفتاح والقرب بغية تعزيز الثقة وتأسيس علاقة متينة مع المواطن. وسنة بعد أخرى، تتطلع لتعزيز مكتسباتها المحققة على مستوى تحديث البنيات والخدمات مع الرغبة في تطويرها بما يكفل الاستجابة لانتظارات المواطنين وتدعيم الشعور بالأمن ومكافحة الجريمة. كما أنها تحاول أيضا فرض آليات التدبير الرشيد للمسار المهني لموظف الشرطة بما يضمن تمكينه من مناخ وظيفي مندمج يسمح له بالنهوض الأمثل بواجباته في خدمة قضايا الأمن.

وفي قراءة مختصرة لحصيلة المديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2023، والتي حاولنا جمع مضامينها انطلاقا من البلاغ الرسمي للمديرية، ومن تقارير عديدة في ذات الموضوع، فإن مواصلة المديرية العامة لتنفيذ استراتيجيتها الأمنية برسم الفترة الممتدة ما بين 2022 و2026 قد مكنها من تخفيض ملحوظ لمعدل الجريمة بنسبة %10، ولجرائم القتل والضرب والجرح المفضي للموت بنسبة %25، وكذا للسرقات الموصوفة بنسبة %9، وسرقة السيارات بنسبة %19. هكذا إذن خولت المقاربة الأمنية المندمجة ببلادنا تحقيق نجاحات ملحوظة في مختلف أنواع الجريمة بما فيها قضايا المخدرات والابتزاز الجنسي والهجرة الغير الشرعية وغيرها.
وفي سبيل تعزيز هياكلها الترابية، ومن أجل ضمان تكييف الخدمات بالموازاة مع التوسع الملحوظ للمراكز الحضرية الجديدة، فقد أحدثت المديرية العامة للأمن الوطني13 بنية أمنية جديدة برسم سنة 2023 ليصل بذلك إجمالي عدد مديريات الشرطة بالمغرب إلى 454 مديرية على المستوى الوطني. وقد واصلت المديرية العامة للأمن الوطني كذلك تعميم وحدات شرطة الطوارئ المتنقلة، وإنشاء مناطق استقبال المواطنين بشراكة مع الوزارة المكلفة بالتحول الرقمي وإصلاح الإدارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي علما أن هذه الفضاءات المخصصة للمواطنين المغاربة والأجانب تجمع في مرافقها بين جمال الهندسة المعمارية المغربية وبيئة الاستقبال والتوجيه المثالية مع حضور ضباط الشرطة لتوجيه مستخدمي هذه الخدمة العمومية.

طبعا ليس بمقدور هذا المقال المقتضب أن يلخص كل الأرقام الخاصة بحصيلة مديريتنا العامة للأمن الوطني على مدار سنة 2023 لأنها إنجازات عديدة ومتنوعة تتميز جميعها بدرجة بالغة من الأهمية (تدخلات زلزال الحوز، تشييد المقر الجديد للمديرية، تأمين لقاءات وأحداث عالمية…).. فلا أحد داخل أو خارج أرض الوطن يخفى عليه مدى ما تشتغل به هذه المؤسسة من جدية وشفافية ونزاهة وحس وطني وتواصلي قل نظيره.

الجميل أيضا في المديرية العامة للأمن الوطني أنها تبادر إلى نشر حصيلة عملها كل سنة بصفة منتظمة.. وهي المبادرة التي تجعل المغاربة يثقون فيها أكثر وأكثر على عكس عديد المؤسسات التي تعزف عن التواصل وعن جرد إنجازاتها لأسباب لا نعلمها.

هكذا إذن يبقى جهاز الأمن المغربي نموذجيا في كل شيء.. فسواء تعلق الأمر بمباريات التوظيف وطرق الاشتغال، أو بحصيلة الإنجازات وقنوات التواصل، فإن المديرية العامة للأمن الوطني تبقى هي المثال والقدوة والعبرة.