الوضوح

شاركها

دبلوماسي إسرائيلي سابق: “مصالح شخصية” لنتنياهو في حرب غزة

الوضوح/ وكالات

قال دانييل ليفي، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إن نهاية الهجمات على غزة “ستكون بداية الفترة السياسية الأصعب” بالنسبة لبنيامين نتنياهو، متهمًا الأخير بأن لديه “مصالح شخصية” في قطاع غزة.

وفي حديث لمراسل الأناضول في العاصمة البريطانية لندن، انتقد المفاوض الإسرائيلي السابق ليفي الهجمات الإسرائيلية على غزة والدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، مشككًا بالأهداف السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة.

وشدد ليفي على وجود “مصالح شخصية” لنتنياهو وراء عدم إنهاء الهجمات على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في القطاع “وصل إلى مستويات خطيرة”.

ومنذ بدء الحرب على غزة عقب هجوم شنته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات غلاف غزة، يتعرض نتنياهو وحكومته لانتقادات لاذعة بالداخل الإسرائيلي، كما تتعالى الأصوات المطالبة باستقالة الحكومة التي فشلت في حماية مواطنيها، وفق قولهم.

ووفق مراقبين، فإن نتنياهو يرغب أيضا في إطالة أمد الحرب هربا من محاكمته بتهم فساد يواجهها منذ سنوات، بحجة الانشغال بالحرب.

وأمام إخفاق حكومة نتنياهو بحماية أمن الإسرائيليين خلال عملية تسلل مقاتلي حماس إلى مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي، أظهرت استطلاعات الرأي عزوف شعبه عن إعادة انتخابه، وميلهم لمحاسبته سياسيًا على فشله في صناديق الاقتراع.

وقال ليفي: “لا أجد كلمات مناسبة تعبر عن فداحة الوضع في القطاع. وفق ما تقوله المنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من نصف مليون شخص معرضون لخطر الجوع”.

والاثنين، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة له عبر منصة “إكس”، إن عشرات آلاف النازحين في مشافي قطاع غزة، يواجهون “خطر الجوع” الذي وصل إلى “أبعاد مخيفة”، بعد ثلاثة أيام من زيارة له لـ4 مشافي في القطاع بما فيها مستشفى الشفاء، برفقة مسؤولين أممين آخرين.

قصف عشوائي
وحول القصف الإسرائيلي وما يتسبب فيه من خسائر بشرية ومادية، ذكر ليفي في حديثه للأناضول أن إسرائيل “نفذت عمليات قصف جوي ومدفعي ضد غزة، بشكل عشوائي ودون التمييز بين الجماعات المسلحة والمدنيين”، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأشار ليفي إلى أن “تلك الهجمات تسبب في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، في ظل عدم وجود أرقام واضحة حول عدد المدنيين الذين لا يزالون تحت الأنقاض”.

ولفت ليفي إلى أن “أكثر من 8 آلاف طفل قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة، وأن آثار الكارثة الإنسانية الحاصلة في غزة واضحة للعيان”.

وأشار ليفي إلى أن سكان غزة يفتقرون إلى المأوى والمياه النظيفة والظروف الصحية المناسبة والأدوية والغذاء خلال فصل الشتاء.

وزاد: “ومع ذلك، وعلى الرغم من كل ما حصل، فإن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمنع أي تحرك سريع في الأمم المتحدة لوضع حد لهذا الوضع”.

ومضى قائلا: “يجب أن نكون واضحين للغاية. إننا لا نستطيع معالجة هذه الكارثة الإنسانية ما لم تصمت المدافع”.

خسائر فادحة
وردا على سؤال حول “متى سوف تنهي إسرائيل هجماتها على غزة؟”، قال المفاوض الإسرائيلي السابق: “ليس لدي إجابة على هذا السؤال”.

وأردف المفاوض: “هناك ضغط داخلي على إسرائيل محدود، ويأتي جزئيا من عائلات المحتجزين في غزة، الذين يعتقدون أن استمرار العملية لن يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن”.

وتابع ليفي: “لقد مني الجانب الإسرائيلي بخسائر فادحة، لكن المجتمع الدولي لم يضغط حتى الآن من أجل وقف هذه الخسائر. وأود أن أذكر في هذا الصدد أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي للأسلحة وتقدم الدعم السياسي والدبلوماسي لتل أبيب”.

وأعرب ليفي عن أمله في ألا يستمر الوضع في المنطقة كما هو الآن خلال العام 2024″.

وقف الهجمات
ونوه دانييل ليفي إلى عدم وجود ضغوط كافية على نتنياهو لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.

وتابع: “يجب ألا ننسى أن نهاية هذه الحرب ستكون بداية الفترة السياسية الأصعب بالنسبة لنتنياهو”.

وختم بالقول إن “المصالح الشخصية تعتبر المحرك الأبرز لنتنياهو في عدم إنهاء هذه الحرب”.

ومنذ بدء الحرب على غزة عقب هجوم شنته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي، يتعرض نتنياهو وحكومته لانتقادات لاذعة في الداخل الإسرائيلي، كما تتعالى الأصوات المطالبة باستقالة الحكومة التي فشلت في حماية مواطنيها، وفق قولهم.

والاثنين قال نتنياهو في اجتماع لحزبه “الليكود”، إن “الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستكون طويلة ولم تقترب من نهايتها”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية الشرسة والمتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة، حتى الثلاثاء، 20 ألفا و915 قتيلا و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.