الو
الوضوح/ عبدالراضي لمقدم
من المبكيات أن أعلى مستويات الذكاء والفطنة والتحلي بالأخلاق الفاضلة، هو الجلوس في الأبراج العاجية، و الإقامات المخملية من درجة أكثر من خمسة نجوم و العمل على إصدار الشعارات الحماسية و الحديث عن الإنتصارات والأمجاد البطولية التي سيخلدها التاريخ، وفي ذلك لدفع الناس بشكل جنوني نحو ساحات الوغى التي تسفر نتائجها عن مآسي و ويلات يعجز العقل البشري عن تصورها.
ففي غياب الإنصات إلى صوت العقل و الحكمة، يقوم تجار الحروب والمآسي و لا سيما بعض” من يسمون أنفسهم بقادة المقاومة” و ” زعماء” بعض التيارات الدينية المتطرفة في إسرائيل من ترويج بشع لقرب إنتصار هذا الطرف أو ذاك، مستغلين نصوص دينية مقدسة لدى كلا الطرفين، لتمجيد الحرب، ما دام لهيب النار التي يسعرونها لن تصلهم أبدا، فهم محميون بالعمائم أو برباطات العنق و أرصدتهم ما فتئت تنتفخ كل إزدادت حرارة اللهيب في الميدان.
ولقد كان القصيمي دقيقا عندما وصف الحرب بهذه الكلمات ( بتصرف): “إن معنى الحرب أن رجلا أو رجالا بعيدين تماما عن الميدان يأمرون آلافا أو ملايين من البشر بأن يزحف بعضهم على و إلى بعض ليقتل بعضهم بعضا ويدمر مدن هذا او ذاك والحقول و أماكن العبادة، و المشافي و….. دون أن يعرف القاتل المقتول أو يسيء أحدهما إلى الآخر أو يدينه بشيء أو يريد منه شيئا .. “
(*) عبدالرضي لمقدم عضو المجلس الوطني لجبهة القوى الديمقراطية ؛
الكاتب العام للمنتدى الوطني المنتخبين الديمقراطيين.