عبد الجليل بكوري
شهدت مدينة وجدة، نهاية هذا الأسبوع، حادثة مأساوية خلّفت حالة من الصدمة وسط الساكنة والأجهزة الأمنية، بعدما لقي شرطي مرور تابع لولاية أمن وجدة حتفه نتيجة هجوم مباغت شنّته مجموعة من الكلاب الضالة بالقرب من حي لازاري أثناء عودته إلى منزله .
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد باغتت مجموعة كلاب الضحية في منطقة شبه خالية، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. ورغم محاولات الطاقم الطبي إنقاذ حياته، فإن الإصابات البليغة التي تعرض لها عجلت بوفاته، تاركاً وراءه أسرة مكلومة وزملاء ما زالوا تحت وقع الصدمة .
الحادث المروع أعاد بقوة إلى الواجهة ملف الكلاب الضالة، الذي بات مصدر قلق حقيقي للمواطنين في عدة أحياء بوجدة. كما أثار موجة غضب واسعة، محمِّلةً الجهات المنتخبة وعلى رأسها المجلس الجماعي مسؤولية تدهور الوضع وغياب تدخلات فعّالة للحد من انتشار هذه الظاهرة.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن المدينة تعيش في الأشهر الأخيرة حالة غير مسبوقة من التسيّب، مع ارتفاع لافت في أعداد الكلاب الضالة، دون اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان سلامة الساكنة. فحادثة الاعتداء على الشرطي، كما يؤكد محليون، ليست حدثاً عابراً أو رقماً جديداً في سجل الوقائع، بل جرس إنذار يستوجب تحركاً سريعاً ومسؤولاً قبل وقوع مآسٍ أخرى.
وتطالب فعاليات مدنية بضرورة إطلاق خطة طارئة تشمل حملات منظمة للحد من انتشار الكلاب الضالة، وإعادة النظر في المقاربة المعتمدة حالياً، مع ضمان تنسيق فعّال بين مختلف المصالح الجماعية والبيطرية والأمنية .
رحيل الشرطي بهذه الطريقة المروعة يطرح سؤالاً مؤلماً: كم من مأساة أخرى تحتاج المدينة لتتحرك الجهات المعنية؟ إنها لحظة مفصلية تتطلب تحمّل المسؤولية واتخاذ قرارات شجاعة لحماية أرواح المواطنين وصون كرامتهم.






