زايوبريس

شاركها

هل تكفي 5 ملايين متر مكعب من الماء لإنقاذ أشجار الزيتون والحوامض بسهل صبرة وبوعرك وتزطوطين؟

زايوبريس.نت

وسط ضغط الجفاف والتحديات المناخية المتواصلة، جاء القرار الأخير بتخصيص حصة استثنائية من مياه السقي للأشجار المثمرة في مناطق صبرة وبوعرك وتزطوطين بمثابة جرعة أوكسجين مؤقتة.

خمسة ملايين متر مكعب من المياه تم رصدها بعد تدخلات على أعلى مستوى، لكن يبقى السؤال الجوهري:
هل هذه الكمية كافية فعلاً لإنقاذ آلاف الهكتارات من الأشجار التي تصارع العطش؟

نظرة إلى الأرقام أولًا

تقديرات أولية تشير إلى أن المناطق المعنية تضم ما يزيد عن 10 آلاف هكتار من الأشجار المثمرة، أغلبها زيتون وحوامض. وبعملية حسابية بسيطة، فإن 5 ملايين متر مكعب من الماء تكفي لري نحو 5000 هكتار فقط خلال دورة سقي واحدة، بافتراض توزيع 1000 متر مكعب للهكتار في كل دورة، وهي كمية تعتبر الحد الأدنى فقط للحفاظ على حياة الأشجار، وليس إنتاجية مثالية.

دورة سقي واحدة لا تصنع موسماً

الحصة المعلنة ستمكن الفلاحين من دورة ري واحدة، وهو أمر مهم في هذا التوقيت، خاصة مع بداية الخريف، لكنه لا يكفي لضمان موسم إنتاجي جيد، خصوصاً أن الأشجار المثمرة تحتاج إلى ري منتظم ومتوازن خلال مراحل حيوية من النمو والإثمار.

الإنقاذ أم التأجيل؟

هذه الحصة يمكن وصفها بـ”حبل نجاة مؤقت”، هدفه منع الانهيار الكامل للمنظومة الفلاحية بالمنطقة. لكنها لا ترقى إلى مستوى “الإنقاذ الشامل”. فهي أقرب إلى مسكن ظرفي لألم مزمن، ما لم تُتبع بخطوات استراتيجية أكثر استدامة، مثل:

تحلية المياه لأغراض فلاحية

تجميع مياه الأمطار

تأهيل قنوات الري التقليدية للحد من الضياع

إعادة تنظيم الزراعات ذات الاستهلاك المائي العالي

كلمة أخيرة

رغم أن القرار يعكس وعياً رسمياً بحجم الأزمة، إلا أن معركة إنقاذ الأشجار المثمرة في سهل صبرة وبوعرك وتزطوطين تتطلب ما هو أكثر من الحصص الإسعافية.

هي بحاجة إلى رؤية مائية استراتيجية، تنقذ ما تبقى من الفلاحة بالمنطقة قبل أن يتحول العطش إلى واقع دائم.