زايوبريس.نت
قبل ست سنوات، ارتفعت آمال سكان الجهة الشرقية للمغرب مع إعلان مشروع سد الصفصاف، الذي وُصف حينها بأنه أحد أكبر وأهم المشاريع المائية في تاريخ المنطقة. أُعلن عن السد على نهر ملوية، قرب مدينة زايو، بسعة ضخمة تقارب 600 مليون متر مكعب، وكان يُنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في مجالات الفلاحة، وتوليد الطاقة، وتزويد مدن بركان والناظور والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب.
لكن الحلم تبخر تدريجياً، دون أي توضيح رسمي. المشروع اختفى من برامج الاستثمار، وغاب عن خطط البنيات التحتية، ليترك خلفه فراغاً وأزمة متفاقمة، خاصة في ظل الجفاف المتكرر والخصاص المائي الحاد الذي تعرفه المنطقة.
المفارقة أن مشاريع سدود أخرى لا تزال تُبنى على نهر ملوية، ما يُثير المخاوف من تقليص حصة المياه المتجهة نحو السهول الشرقية التي كانت تُعول على سد الصفصاف لإنعاش نشاطها الفلاحي وتلبية الحاجيات الأساسية للسكان.
اليوم، وبعد سنوات من الصمت، يُطرح السؤال من جديد وبصوت أعلى: هل دفن هذا المشروع فعلاً؟ أم أن هناك فرصة لإعادة إحيائه وتدارك ما يمكن تداركه قبل أن يستفحل العطش وتزداد الأزمة البيئية والاجتماعية بالجهة الشرقية؟
الساكنة لا تزال تنتظر إجابة واضحة، وقراراً شجاعاً يعيد الأمل إلى منطقة ظلت لسنوات على هامش الأولويات التنموية.






