الوضوح

شاركها

انتشار قصة مصرع “جيسيكا” مدربة حيتان يسلط الضوء على مخاطر الأخبار الزائفة.

في الأسابيع الماضية، تداولت منصات التواصل الاجتماعي قصة مدربة حيتان تُدعى “جيسيكا رادكليف” قيل إنها توفيت بعد هجوم حوت قاتل أثناء عرض حي، مصحوبة بمقطع فيديو مزعوم للحدث، مما أثار ذهول المتابعين وزاد من انتشار القصة.

مع ذلك، تبين أن شخصية “جيسيكا رادكليف” غير حقيقية، ولا توجد أي أدلة أو مصادر رسمية تثبت صحة وقوع الحادث. ويأتي هذا ضمن نمط متكرر للأخبار المزيفة التي تنتشر عبر الإنترنت باستخدام عناوين ملفتة، مقاطع فيديو معدلة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لإضفاء طابع واقعي على الأحداث غير الحقيقية.

وتعتمد القصة على أحداث حقيقية سابقة لحوادث مماثلة، مثل وفاة المدربة دون برانشو عام 2010 التي تناولها الفيلم الوثائقي “بلاك فيش”، بالإضافة إلى حوادث أخرى مماثلة، ما يمنح الرواية المزعومة غطاءً من المصداقية ويجعلها أكثر قابلية للتصديق.

تسبب هذه الأخبار الزائفة أضراراً في الفهم العام للمخاطر التي يواجهها مدربو الحيتان، وتشوه النقاش حول حقوق الحيوانات وظروف احتجازها، كما تسيء إلى ذكرى الضحايا الحقيقيين وتؤلم عائلاتهم.

ولتناول موضوع أخلاقيات احتجاز الحيتان القاتلة بجدية، يجب الاعتماد على معلومات موثوقة. فهذه الحيوانات، رغم تدريبها، تحتفظ بقدرتها على التصرف بشكل عدواني، والحوادث السابقة أثبتت أن بيئات الاحتجاز قد تزيد من توترها، وأن تدابير السلامة لا يمكنها القضاء تماماً على المخاطر، مما دفع بعض السلطات لفرض قيود صارمة لحماية المدربين والجمهور.