عادت قضية “البلوغرز” وصانعات المحتوى المثير للجدل إلى الواجهة في مصر، بعد إعلان وزارة الداخلية القبض على سيدتين معروفتين بلقبي “أم مكة” و”أم سجدة”، عقب نشرهما محتوى وصفه كثيرون بـ”الخادش للحياء” و”المسيء للذوق العام”، مما أشعل مواقع التواصل وأثار موجة غضب شعبية واسعة.
وحسب بلاغ رسمي صادر عن السلطات الأمنية، فقد تم ضبط السيدتين المقيمتين بالقاهرة والقليوبية بعد توصل الأجهزة المعنية بعدد من البلاغات تتهمهما بنشر مقاطع خادشة، تتضمن إيحاءات وإساءات للآداب العامة، إلى جانب تساؤلات مشروعة أثيرت حول مصادر ثروتهما التي بدت غير مبررة.
ووفق اعترافاتهما، فإن الهدف من تلك المقاطع لم يكن سوى “الربح السريع” عبر رفع نسب المشاهدة وتحقيق دخل مالي من منصات التواصل الاجتماعي، غير آبهتين بتأثير ما تنشرانه على المراهقين والأسر المصرية المحافظة.
ولم يمر يومان على هذه الواقعة حتى تم توقيف صانعة محتوى أخرى تدعى “مروة”، اشتهرت بتقديم نفسها على أنها “بنت مبارك” نسبة للرئيس المصري الراحل، حيث خلقت جدلا متصاعدا إثر اتهامها فنانين ومشاهير علنا بالاتجار في الأعضاء البشرية، مما دفع الفنانة وفاء عامر لتقديم أربع بلاغات ضدها بتهمة القذف والتشهير.
السلطات لم تتوقف هنا، بل طالت الاعتقالات مؤخرا أيضا “البلوجر” المثيرة للجدل هدير عبد الرازق، التي ظهرت في فيديو من داخل شقتها رفقة طليقها، في مشهد اتضح لاحقا أنه مشحون بالخلافات والاتهامات بالمخدرات، وهو ما نفته المعنية بشكل قاطع، إلا أن ماضيها الرقمي المليء بمحتوى يوصف بـ”المخل” جرّ عليها دعاوى سابقة بتهم نشر الفسق والفجور.
بدوره، الشارع المغربي بات يغلي، وسط دعوات متزايدة للسلطات الأمنية إلى نهج نفس التوجه، والعمل على تطهير الفضاء الرقمي من “سماسرة المشاهدات”، الذين حولوا المنصات الاجتماعية إلى فضاءات للتفاهة والانحلال الأخلاقي، في غياب واضح لقواعد الردع الرقمي.