زايوبريس

شاركها

الجزائر تتعاقد مع رولاني موكوينا بعد فشله مع الوداد

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، أعلن نادي مولودية الجزائر تعاقده رسميًا مع الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، المدرب السابق لنادي الوداد الرياضي، الذي غادر الفريق المغربي في شهر ماي الماضي بعد تجربة قصيرة وصفت بالفاشلة على جميع المستويات.

موكوينا، الذي لم ينجح في ترك بصمة مع النادي البيضاوي، واجه انتقادات لاذعة من جماهير “الواك” بسبب تواضع الأداء والنتائج، حيث اتضح منذ البداية أنه لم يكن الخيار الأنسب لقيادة الفريق، لا من حيث أسلوب اللعب ولا من حيث الانسجام مع تركيبة النادي. وقد حمل متتبعون المسؤولية لرئيس النادي هشام آيت منا، متهمين إياه بالتسيير العشوائي والارتجال في انتداب المدربين واللاعبين دون رؤية تقنية واضحة أو إشراف رياضي فعلي.

لكن المفاجأة جاءت من الجارة الشرقية، حينما قرر نادي مولودية الجزائر التعاقد مع موكوينا مباشرة بعد فسخ عقده مع الوداد. هذا التعاقد أثار انتقادات في الأوساط الرياضية، خاصة أن السياق لا يمكن فصله عن توجه جزائري يبدو وكأنه يقوم على “عناد كروي” أكثر مما هو مبني على خيارات رياضية عقلانية. فقد لوحظ في الفترة الأخيرة سعي الأندية الجزائرية لاستقطاب كل من مر عبر البطولة المغربية، سواء من لاعبين أو مدربين، في محاولة لخلق نوع من التحدي الرمزي أو الرد غير المباشر على النجاحات التي تحققها الكرة المغربية قاريا.

وتطرح هنا علامات استفهام كبرى حول ما إذا كان التعاقد مع موكوينا خطوة مدروسة تهدف فعلا لتقوية الجهاز الفني للمولودية، أم أنها فقط رد فعل من منطلق التنافس التقليدي بين البلدين، خاصة في ظل التصريحات والتلميحات التي تتكرر في الإعلام الجزائري، والتي تربط أي تفوق مغربي برغبة جزائرية في “تحطيمه أو تقليده”.

وإذا ما فشل موكوينا مجددا في تجربته الجديدة بالجزائر، فإن ذلك سيعيد النقاش بقوة حول خلفيات هذه الانتدابات، وهل الأندية الجزائرية فعلا تبحث عن الكفاءة، أم أنها مجرد محاولات انتقائية تقوم بها بدافع الرفض المستمر لكل ما ينجح في المغرب، حتى ولو كان هذا النجاح مشكوكًا فيه من الأصل كما في حالة المدرب الجنوب إفريقي.

يبقى الأكيد أن كرة القدم، في نهاية المطاف، تقاس بالأداء والنتائج، لا بالنيات أو الحسابات السياسية والرمزية. ومن هذا المنطلق، فإن تجربة موكوينا الجديدة ستكون محكا حقيقيا لإثبات قدراته كمدرب، أو تأكيد فشله مرة أخرى، سواء في المغرب أو في الجزائر.