تحرك جديد في مسار تطوير القدرات الدفاعية المغربية شهدته الساحة هذا الأسبوع، حيث تم التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون تقني مع شركة L3Harris Technologies الأمريكية، الرائدة عالميًا في الصناعات الدفاعية، في خطوة ترمي إلى تحديث الأسطول الجوي وتعزيز القدرات التشغيلية للطائرات العسكرية المغربية.
الاتفاق يُعد جزءًا من توسع ملحوظ في التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، خاصة في مجال الطيران الحربي، إذ يركز بشكل خاص على صيانة وتطوير طائرات النقل العسكري C-130 Hercules، التي تُعد ركيزة أساسية في العمليات اللوجستية للقوات المسلحة الملكية.
تفاصيل الشراكة التي تم الإعلان عنها عبر السفارة الأمريكية في الرباط، تؤكد أن الدعم الأمريكي سيتجاوز الجوانب التقنية إلى بُعد استراتيجي أوسع، يقوم على تقوية البنية الدفاعية للمغرب وضمان جاهزيته في منطقة تعرف تحولات أمنية متسارعة.
إلى جانب طائرات C-130، تشمل بنود الاتفاق تحديث مقاتلات F-16 بأنظمة إلكترونية وتسليحية ذكية من شأنها الرفع من قدرات الطيارين وتحسين دقة المهام القتالية، مما يشكل نقلة نوعية في الأداء العملياتي لسلاح الجو المغربي.
وفي الوقت ذاته، يواصل المغرب مساعيه لتوسيع أسطول النقل العسكري، من خلال دراسة خيارات جديدة، أبرزها الطائرة C-390 Millennium البرازيلية، التي خضعت لتجارب ميدانية من طرف طيارين مغاربة، ما يعكس رغبة واضحة في تنويع مصادر التزود بالعتاد دون الانفصال عن الحلفاء التقليديين.
الخطوة تدخل ضمن استراتيجية أشمل لتعزيز تموقع المملكة في محيطها الإقليمي، ولبناء منظومة دفاعية مرنة تستند إلى تكنولوجيا متقدمة وشراكات مع قوى صناعية عالمية.