جدد المغرب التزامه الثابت بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مجالات التزود بالكهرباء وتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في افتتاح المعرض المتنقل للكونفدرالية الإفريقية للكهرباء والطاقات المتجددة، الذي تحتضنه العاصمة السنغالية دكار بين 1 و3 يوليوز الجاري.
ويأتي هذا الالتزام ضمن رؤية شاملة تستند إلى مبدأ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي، حيث يقدم المغرب نموذجًا ناجحًا في توسيع التغطية الكهربائية وتنويع مصادر الطاقة، مستندا إلى تجربة رائدة في مجال الطاقات المتجددة، لاسيما الشمسية والريحية، والتي جعلت من المملكة فاعلًا مرجعيًا على الصعيد القاري.
وتعتبر السيادة الطاقية في إفريقيا رهانا استراتيجيا، في ظل أرقام مقلقة تشير إلى أن حوالي 600 مليون إفريقي ما زالوا محرومين من الكهرباء، أي ما يعادل نحو 43 في المئة من سكان القارة. وقد أبرز المشاركون في المعرض أهمية العمل الجماعي لتجاوز هذا التحدي، عبر تطوير مشاريع طاقية مشتركة وتبادل الخبرات والتجارب التقنية والإدارية.
وفي هذا الإطار، شددت الوفود المشاركة على أن الولوج إلى الطاقة لم يعد مجرد مسألة تقنية، بل أصبح قضية سيادية أساسية لتحفيز النمو الاقتصادي، وتشجيع التصنيع، وتمكين المجتمعات، والحد من الفوارق المجالية والاجتماعية.
ويشكل الحضور المغربي المكثف في هذا المعرض – من خلال رواق يضم أكثر من أربعين مقاولة وطنية – دليلا ملموسا على انخراط المملكة في بناء شراكات إفريقية فعالة. كما يعكس عزم المغرب على المساهمة في ظهور فاعلين صناعيين محليين في قطاع الطاقة، وتمكين السوق الإفريقية من حلول مبتكرة ومستدامة.
وفي سياق متصل، تمت الإشارة إلى المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، باعتباره لبنة جديدة في مسار الاندماج الطاقي الإقليمي. هذا المشروع الطموح من شأنه أن يعزز الربط الكهربائي بين بلدان غرب إفريقيا، ويوفر قاعدة صلبة للتنمية الصناعية المستدامة، ويقلل من التبعية للخارج في مجال الطاقة.
ويشارك في دورة هذا العام من المعرض نحو 80 عارضا من 20 دولة، إلى جانب أكثر من 2000 زائر مهني يمثلون قطاعات متعددة، من بينها المقاولات، والمستثمرون، وصناع القرار، والباحثون، والمؤسسات المالية، في خطوة ترسخ البعد القاري لهذا الحدث وتؤكد الحاجة إلى دينامية إفريقية جديدة في مجال الطاقة.
ويساهم هذا المعرض في تقوية الروابط بين الفاعلين، وتطوير الشراكات، وتبادل الحلول المبتكرة الكفيلة بتحقيق الانتقال الطاقي في إفريقيا، وضمان ولوج عادل وآمن ومستدام للكهرباء.