الوضوح

شاركها

تحرك مريب لقاذفات B-2 مسلحة ومحملة بالذخائر ينذر بضربة أمريكية قريبة على إيران

أثار ظهور قاذفات الشبح الأمريكية B-2 وهي محملة بالكامل بالذخائر وفي حالة تحرك نشط، موجة من التساؤلات والقلق في الأوساط العسكرية والدبلوماسية، في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات بين واشنطن وطهران، حيث أظهر شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع، هذه القاذفات وهي تتجه نحو ساحة المحيط الهادئ، وسط تكتم رسمي أمريكي على مهمتها الحقيقية، وهو ما فتح الباب أمام سيناريوهات كثيرة لا تستبعد خيار الضربة الجوية الدقيقة في العمق الإيراني.

ووفق معطيات أولية غير رسمية، فإن عدد القاذفات التي تم رصدها يتراوح بين أربع وست قاذفات، كلها مزودة بتجهيزات قتالية متقدمة قادرة على تنفيذ ضربات استراتيجية دون الحاجة لمرافقة جوية، في إشارة واضحة إلى طبيعة المهمة الحساسة التي تنتظرها، غير أن المسار الذي ستسلكه هذه الطائرات سيكون المحدد الرئيسي لفهم الهدف التالي.

وأكد متخصصون أنه وفي حالة ما إذا تم رصد هذه الطائرات تهبط في قاعدة هاواي، فإن ذلك يوحي بتحرك لوجستي أولي قد يسبق الانتقال إلى قاعدة دييغو غارسيا الجوية الملكية، وهي قاعدة بريطانية تقع في المحيط الهندي وتستعملها القوات الأمريكية كمنصة هجومية نحو الشرق الأوسط وجنوب آسيا، أما إذا اختارت القاذفات الهبوط في قاعدة غوام الأمريكية، فهذا قد يكون مؤشرا أكثر حدة على نية تنفيذ ضربة مباشرة وسريعة ضد أهداف داخل إيران، نظرا لقرب القاعدة النسبي من مسرح العمليات المفترض.

وبحسب تسريبات إعلامية متقاطعة، فإن الضربة المحتملة ـ إن تأكدت ـ ستستهدف على الأرجح محطة “فوردو” النووية الإيرانية، وهي منشأة شديدة التحصين تقع داخل جبل قرب مدينة قم، وتعتبر من أهم المواقع التي تحتضن أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، إذ لطالما أثارت هذه المحطة قلق الغرب بسبب طبيعتها المحصنة وصعوبة تدميرها عبر وسائل تقليدية، ما يفسر ربما اللجوء إلى قاذفات B-2 القادرة على اختراق الدفاعات الجوية والأنفاق المحصنة بدقة متناهية.

ولا يبدو التحرك الحالي اعتياديا، خاصة وأن القاذفات B-2 لا تحرك بهذا الشكل إلا في حالات قصوى أو في إطار عمليات ردع ذات طابع استراتيجي، بالإضافة إلى تزامنه مع تصعيد واضح في الخطاب الأمريكي ضد طهران، إضافة إلى تقارير استخباراتية تتحدث عن تسارع إيران في تطوير برنامجها النووي ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم، ما جعل سيناريو الضربة الوقائية يعود بقوة إلى واجهة النقاش داخل مراكز القرار في واشنطن.

في الوقت نفسه، التزمت وزارة الدفاع الأمريكية الصمت حيال هذا التحرك، وامتنعت عن تقديم أي توضيح رسمي بشأن طبيعة المهمة أو أسباب نشر هذه القاذفات في هذا التوقيت بالذات، غير أن مراقبين يرون أن واشنطن قد تكون بصدد توجيه رسالة قوية لإيران وحلفائها في المنطقة، خصوصا في ظل تزايد الهجمات بالوكالة في العراق وسوريا واليمن، والتي تحمل بصمات واضحة لمحور طهران.

ويبقى الغموض سيد الموقف إلى حين صدور موقف رسمي، أو تحرك فعلي يكشف نوايا هذه القاذفات التي لم تظهر بهذا الشكل منذ سنوات، والتي قد تعيد رسم ملامح المشهد الجيوسياسي في المنطقة إذا ما تم استخدامها في ضربات حقيقية، خصوصا إذا كان الهدف هو منشأة “فوردو” النووية الحساسة.