الوضوح

شاركها

حملة وطنية للتبرع بالدم.. المغرب يحتاج إلى ألف متبرع يوميا

بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم، الذي يخلد في 14 يونيو من كل سنة، دعت الوكالة المغربية للدم ومشتقاته إلى جعل هذا اليوم يوما وطنيا  للتعبئة والتضامن، تحت شعار  “تبرع بدمك تعطي الأمل..فجميعا لإنقاذ الحياة”.

وفي هذا السياق،  قالت الدكتورة جميلة الكوردو، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط، إن الحاجة إلى التبرع بالدم تظل قائمة باستمرار، داعية إلى انخراط أكبر من طرف المواطنين، وخاصة الشباب، في هذا الفعل الإنساني.

وأوضحت الكوردو، في تصريح  لـ”تيلكيل عربي”،  أن “التبرع المنتظم هو الذي يمكن من تحديد مستوى المخزون وضمان كفايته لتلبية حاجيات المرضى في جميع الظروف”.

وشددت على أن “التبرع بالدم وبمشتقاته عنصر مهم لإنقاذ حياة المحتاجين لهذه المادة الحيوية”، مؤكدة في الآن ذاته أن المخزون يعرف أحيانا بعض النقص، خاصة في فترات مثل الصيف، ونهاية السنة، وفترات الأعياد، التي تشهد تراجعا في عدد المتبرعين.

وأكدت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط أن تحقيق الاكتفاء الذاتي يستدعي تعبئة جماعية، موردة أن “المغرب يحتاج إلى ألف متبرع يوميا لضمان مخزون كاف يغطي خمسة أيام على الأقل”، مشيرة إلى أن النسبة المثالية، حسب منظمة الصحة العالمية، هي بلوغ 1 في المائة من عدد السكان كمتبرعين منتظمين، وهي النسبة التي بلغها المغرب سنة 2024.

وسجلت المسؤولة الطبية وجود تفاوت بين الجهات في مستوى الحاجة إلى الدم، موضحة أن بعض المناطق لا تعاني خصاصا كبيرا، في حين تسجل جهات أخرى طلبا مرتفعا، خاصة تلك التي تحتضن  مستشفيات كبرى ومراكز استشفائية جامعية ، مثل جهة الدار البيضاء – سطات، وجهة الرباط – سلا – القنيطرة، وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.

وبخصوص ما يثار حول بيع الدم رغم أن المتبرعين يقدمونه مجانا، أوضحت الدكتورة الكوردو أن الدم كمادة لا يباع ولا يشترى، وأن المبلغ الذي يطلب من المريض يتعلق فقط بجزء من المصاريف المرتبطة بمعالجة الدم، من بينها التحاليل والكيس المعقم الفارغ وتجزئة مكوناته.

ودعت المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، والذين لا يعانون من أي موانع صحية، إلى التبرع بالدم، مشيرة إلى أن المتبرع والمريض يعيشان وضعيات إنسانية وصحية متقابلة، فالمتبرع ينقذ حياة مريض، ويجدد دورته الدموية، ويستفيد من تحاليل طبية تتعلق بدمه، كما يقي نفسه من مجموعة من الأمراض.

يذكر أن الوكالة المغربية للدم ومشتقاته  أكدت في بلاغ لهان توصل “تيكيل عربي” بنسخة منه،  أن اليوم الوطني للتبرع بالدم  يشكل “محطة وطنية سنوية لترسيخ ثقافة التبرع بالدم كفعل إنساني نبيل، وفرصة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع المنتظم، بما يساهم في تقوية الأمن الدموي الوطني والاستجابة الدائمة لاحتياجات المنظومة الصحية، خاصة في الاستعجالات الطبية، العمليات الجراحية المعقدة، وعلاج الأمراض المزمنة”.

وأعلنت الوكالة عن إطلاق “برنامج من حملات وطنية للتبرع بالدم في مختلف جهات المملكة، بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني، وذلك بهدف توسيع قاعدة المتبرعين وتقريب خدمات التبرع من المواطنات والمواطنين في جميع الأقاليم”.

وجددت الوكالة دعوتها إلى “الانخراط الطوعي والمنتظم في هذا الفعل الإنساني، خاصة في صفوف الشباب، كما ناشدت الفاعلين الجمعويين بالمساهمة في تعبئة المجتمع من أجل جعل التبرع بالدم سلوكا مواطناتيا راسخا، ورافعة من روافع الحق في الحياة”.