الوضوح/وكالات
في خطوة تعكس رغبة القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم في تهدئة التوترات التجارية المتصاعدة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية في بيان مشترك عن اتفاق يقضي بتعليق جزء من الرسوم الجمركية المتبادلة بين الجانبين لمدة 90 يوماً، وُصف بأنه هدنة مؤقتة لإتاحة الفرصة أمام المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع التجاري القائم منذ سنوات.
وجاء هذا الإعلان عقب محادثات رفيعة المستوى جمعت وفدين اقتصاديين من البلدين، حيث أبدى الطرفان استعداداً لإعادة بناء الثقة وتعزيز الاستقرار في العلاقات التجارية الثنائية، التي شهدت خلال الفترة الماضية توتراً انعكس على الأسواق المالية العالمية، وأثار مخاوف من تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي. وأكد البيان أن تعليق الرسوم سيدخل حيز التنفيذ فوراً، ويشمل رسوماً فرضها الطرفان على سلع استراتيجية، مع التزامهما بعدم فرض رسوم جديدة خلال فترة الهدنة.
ويُنتظر أن تشكل هذه الخطوة أرضية لتسريع وتيرة المفاوضات بين واشنطن وبكين حول القضايا الخلافية العالقة، وعلى رأسها حماية الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا، والدعم الحكومي لبعض القطاعات الصناعية. وقد عبّر الجانبان عن رغبتهما المشتركة في تجاوز الخلافات بروح من التعاون والاحترام المتبادل، مع إدراك لحجم التأثير المتبادل بين اقتصادي البلدين، سواء في سلاسل التوريد أو حركة التبادل التجاري، أو الاستقرار المالي العالمي.
وقد لقي هذا التطور ترحيباً حذراً من الأوساط الاقتصادية العالمية، التي اعتبرت أن تجميد التصعيد التجاري يمثل متنفساً مؤقتاً للأسواق، في انتظار نتائج ملموسة تُترجم إلى اتفاق دائم. ويرى خبراء أن نجاح هذه الهدنة في إرساء اتفاق مستدام سيعتمد على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية، وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة لصالح استقرار الاقتصاد العالمي.
وإذا ما أفضت هذه الهدنة إلى تقدم جوهري في معالجة الملفات الخلافية، فإنها قد تمهد لبداية مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، تقوم على التعاون والتكافؤ بدلاً من المواجهة، وتساهم في تطمين الأسواق وتقوية التوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي الدولي خلال الأشهر المقبلة.