الوضوح.كوم
في إطار خطة تسديد التبليغ، والتعريف بفقهاء الإقليم، قام المجلس العلمي المحلي يوم الخميس 26 شوال 1446ه الموافق ل 25 أبريل 2024م بزيارة أحد فقهاء الإقليم الذين كان لهم الفضل الكبير في حفظ الأمن الروحي من خلال الخطابة والوعظ والإرشاد والتعليم.
حضر هذه الزيارة السادة الأساتذة أعضاء المجلس العلمي: عبد السلام السقالي وعمر أفقير ومحمد لخضر.
وهذه شذرات من سيرته العلمية تم انتخابها مما سمع منه مشافهة خلال حوار ماتع مع فضيلته:
الفقيه الخطيب الواعظ إدريس بن بومدين بن محمد بن الهادي الكحطاوي، ولد بقرية تفرحونت بأمجاو، التي توجد بقبيلة بني سعيد، التابعة لإقليم الدريوش حاليا، عام 1954م، له سبعة أولاد، أربع إناث، وثلاثة ذكور، أما زوجته فقد توفيت رحمها الله.
بتوجيه من والده، وبتشجيع من أحد أعمامه رحمهما الله، التحق بكُتّاب مسجد تفرحونت، فحفظ القرآن الكريم على يد الفقيه محمد بن حمو بن صديق من دوار إحميداثن، سنة 1962م، ثم درس في نفس المسجد على يد الفقيه بلحاج من ماورو، سنة 1964 و1965م، وعلى يد الفقيه محمد بن حدو من دوار تماسينت، وعليه أتم حفظ القرآن الكريم سنة 1966م و1967م، وبلغ حفظه خمس سلكات للقرآن الكريم.
وبعد ذلك تعلم قواعد الرسم القرآني على يد الفقيه الحاج بن عمار داري من بورمانة، وكان متقنا ماهرا، وذلك سنة 1968م 1969م.
أخذ بعض العلوم كالآجرومية لابن آجروم رحمه الله، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين لابن عاشر رحمه الله على يد علماء أجلاء ومنهم:
الفقيه بومدياني عبد الكريم الذي تخرج من القرويين بفاس، وذلك سنة 1970 و1971 و1972م.
التحق بالمعهد الديني في المسجد الحسني بجماعة بني سيدال طيلة سنة 1973 و1974 و1975 و1976م.
دَرَس في المعهد على يد الفقيه بوعلي حمادي التمسماني الذي تخرج من القرويين، وكان يُدَرّس الألفية، والآجرومية، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين لابن عاشر، وتحفة الحكام في نكت العقود والأحكام لابن عاصم، وكانت إقامته بالمعهد حتى توفي رحمه الله.
وعلى يد الفقيه الحاج عمار من أولاد احساين، الذي تخرج أيضا من القرويين، وكان يشرح نصف الألفية بالمعهد.
وعلى يد الفقيه محمادي بن قدور بن عبدالله الذي تخرج أيضا من القرويين، وكان يُدَرّس السيرة النبوية، ومختصر الشيخ خليل، ولامية الأفعال لابن مالك.
وعلى يد الفقيه حسن بجطيط الذي تخرج أيضا من القرويين، وكان يُدَرّس المرشد المعين على الضروري من علوم الدين لابن عاشر، والتطبيق النحوي.
واستفاد من دروس الفقيه عبد الله الصقلي في التاريخ والجغرافيا، والفقيه أمحمد التنوتي في التفسير والحديث، والفقيه عمر أشركي الذي كان مشرفا على المعهد، وغيرهم من الفقهاء الأعلام.
كانت دراسته بالمعهد التابع للمسجد الحسني من المستوى الثاني إلى المستوى السادس، وبلغ عدد طلبة المعهد آنذاك 60 طالبا، وأغلق المعهد سنة 2005م بسبب قلة الطلبة.
كانت بداية مزاولته للإمامة بالشرط (25 غرارة) في مسجد إحميداثن ببني سعيد سنة 1980 و1981م، وكان يدرس في نفس المسجد 20 طالبا، ثم انتقل إلى المسجد الحسني بقيادة بني سيدال سنة 1982م، وتولى فيه تدريس بعض الطلبة: الفقه والعربية، وكان يتلقى مكافأة مقابل ذلك، ولايزال إلى يومنا هذا يزاول فيه الإمامة والخطابة مع كونه واعظا ملتزما مع المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور.
في نهاية هذ اللقاء المبارك تم تكريم الفقيه إدريس الكحطاوي بهدايا رمزية تعبيرا عن تقدير جهوده العظيمة التي قدمها خدمة للدين والوطن طيلة 45 سنة، ثم التمس منه ختم المجلس بالدعاء الصالح، فجزاه الله خيرا، وبارك في عمره.



