تعد مناورات “الأسد الإفريقي 2025” محطة بارزة في مسار التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، حيث تعتبر هذه النسخة الأضخم في تاريخ التمرين منذ انطلاقه عام 2004.
وتُقام المناورات في الفترة من 12 إلى 23 مايو 2025، بمشاركة أكثر من 10,000 جندي من أكثر من 40 دولة، بما في ذلك سبعة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتُنفّذ التدريبات في مواقع متعددة داخل المغرب، مثل أكادير، طانطان، تيزنيت، القنيطرة، بن جرير وتيفنيت.
تهدف هذه المناورات إلى تعزيز الجاهزية القتالية، وتطوير قدرات التدخل المشترك، وتحسين التنسيق بين القوات المسلحة المشاركة في بيئات عملياتية متعددة المجالات.
كما تُبرز المناورات الدور الاستراتيجي للمغرب كشريك موثوق في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وتُعزّز من مكانته كمركز للتعاون العسكري المتعدد الأطراف في إفريقيا.
لا تقتصر مناورات “الأسد الإفريقي 2025” على الجانب العسكري والتكتيكي فحسب، بل تشمل أيضًا العديد من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين القوات المسلحة المشاركة، فضلاً عن دعم المجتمعات المحلية في المناطق التي تحتضن التدريبات.
فخلال فترة المناورات، يتم تنظيم حملات طبية تطوعية من قبل الأطباء العسكريين والمدنيين من مختلف الدول المشاركة، بهدف تقديم العلاج والرعاية الطبية للفئات السكانية في المناطق النائية، و تشمل هذه الأنشطة الفحوصات الطبية العامة، العلاج، توزيع الأدوية، وحتى إجراء العمليات الجراحية البسيطة في بعض الحالات.
وتقوم القوات المسلحة المغربية والأمريكية، بالإضافة إلى القوات المشاركة، بتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق التي تستضيف المناورات، يشمل ذلك توزيع المواد الغذائية، الملابس، والمستلزمات الأساسية على الأسر المحتاجة، وخاصة في المناطق النائية والمحرومة.
كما تُنظم ورش تدريبية في مجالات متعددة للمجتمعات المحلية، بما في ذلك التدريب على الإسعافات الأولية، مهارات الحياة، وحرف يدوية، هذه الورش تهدف إلى تعزيز مهارات الأفراد المحليين وتمكينهم في الحياة اليومية.
وتتضمن بعض المناورات العمل المشترك مع المجتمعات المحلية على مشاريع تنموية صغيرة، مثل بناء وصيانة المنشآت التعليمية أو الصحية، وتطوير البنية التحتية المحلية. يُنظر إلى هذه المشاريع على أنها مبادرات تساهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق المستهدفة.
و يحرص المشاركون في المناورات على تعزيز التبادل الثقافي بين الجنود والمجتمعات المحلية من خلال فعاليات ثقافية واجتماعية، مثل الأنشطة الرياضية، الحفلات الموسيقية، والعروض الفنية، التي تتيح للمجتمعات المحلية التفاعل مع الجنود من مختلف الجنسيات.
وتسهم كل هذه الأنشطة في بناء روابط قوية بين القوات المسلحة والمجتمعات المحلية، مما يعزز من صورة التعاون الدولي ويساهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في المناطق المضيفة.