الوضوح

شاركها

لتعزيز قدراته البحرية.. المغرب يبدي اهتماما باقتناء غواصات كورية

في إطار جهوده المستمرة لتحديث وتطوير قدراته الدفاعية، فتح المغرب قنوات تفاوض مع كوريا الجنوبية بهدف اقتناء معدات عسكرية متطورة، وفي مقدمتها غواصات هجومية من طراز KSS-III، المعروفة بـ”دوسان آن تشانغ هو”، ما يُعد خطوة استراتيجية تعكس سعي المملكة لتعزيز حضورها البحري في المنطقة.

وجاء هذا التوجه في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى سيول، والتي شكلت فرصة لتوسيع الشراكة الثنائية بين البلدين، ليس فقط في المجال الاقتصادي، بل أيضًا في المجال الدفاعي، الذي بات يحظى باهتمام متزايد من الجانب المغربي.

وتُعد غواصات KSS-III من أحدث الغواصات التي طورتها كوريا الجنوبية، وهي مزودة بتقنيات متقدمة في مجالات التخفي، والقتال البحري، وإطلاق الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. وتمتاز هذه الغواصات بقدرتها العالية على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية على حد سواء، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في أي استراتيجية بحرية متقدمة.

اهتمام المغرب بهذه الفئة من الغواصات يأتي في سياق التحولات الجيوسياسية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وسعي الرباط إلى حماية مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا المرتبطة بالأمن البحري ومواردها الطبيعية، فضلاً عن مراقبة الطرق التجارية البحرية.

وحسب تقارير إعلامية كورية، من بينها موقع “داوم”، فإن وزير الصناعة المغربي عبّر خلال زيارته عن اهتمام خاص بهذا النوع من الغواصات، إلى جانب عدد من الأنظمة الأخرى مثل دبابة K2 Black Panther ونظام الدفاع الجوي KM-SAM، لكنه شدد على أولوية تطوير القدرات البحرية المغربية، في إشارة واضحة إلى نية المملكة دخول نادي الدول المالكة للغواصات.

ويُذكر أن هذه المفاوضات تأتي في سياق دينامية جديدة ينتهجها المغرب لتنويع مصادر تسليحه، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على شركاء محدودين، وذلك عبر الانفتاح على قوى صناعية جديدة مثل كوريا الجنوبية، التي راكمت خبرة متقدمة في الصناعات الدفاعية الحديثة.

وإذا ما تمّت صفقة الغواصات، فستكون الأولى من نوعها في تاريخ البحرية الملكية المغربية، ما يمثل قفزة نوعية في استراتيجيتها الدفاعية، ويضع المغرب في موقع جديد ضمن التوازنات البحرية في المنطقة.