بعد سنوات من الجفاف، شهدت واحات فكيك هذا العام تساقطات مطرية غزيرة فاقت المعدل السنوي، ما أدى إلى امتلاء السدود وتحقيق آمال الفلاحين بموسم فلاحي ناجح. وبلغت كمية الأمطار في مناطق مثل فكيك وعبو لكحل أكثر من 150 ملم، مما ساعد في ملء سدي “الصفيصف” و”الركيزة” بنسبة 100%، مما يوفر المياه للسقي لمدة تصل إلى أربع سنوات بشرط ترشيد استخدامها.
وبفضل هذه الأمطار، استعادت العيون والآبار حياتها من جديد، مما سهل عملية السقي وأدى إلى تحسين الإنتاج، خصوصًا في زراعة التمور، التي تشتهر بها المنطقة.
ويُتوقع أن يتجاوز إنتاج التمور هذا العام 8500 طن، مما سينعكس إيجابًا على دخل الفلاحين ويعزز من أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا الصدد، أكد محمد نصير، رئيس المجلس المحلي للماء في فكيك كجمعية فيدرالية تضم جمعيات مستغلي المياه في واحات فكيك وعبو الكحل، أن هذه التساقطات تعد غير مسبوقة منذ عام 2008، حيث ساهمت في تعافي المياه الجوفية وعودة تدفق العيون. رغم بعض الأضرار الناتجة عن الفيضانات، مثل الخسائر في محصول التمر وبعض الأراضي الزراعية، إلا أن التأثير العام كان إيجابيًا على المنطقة.
الفلاحون يستفيدون من هذه الظروف المثالية، ويستعدون لموسم فلاحي جيد عبر تلقيح أشجار النخيل وتحسين الإنتاج الزراعي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الموارد المائية لضمان الاستدامة.