الوضوح

شاركها

ماليون يتظاهرون أمام السفارة الجزائرية في باماكو تنديدا بدعم الكابرانات للبوليساريو

في مشهد غير مسبوق بالعاصمة المالية باماكو، احتشد أمس عدد كبير من المواطنين الماليين أمام مقر سفارة الجزائر، في مظاهرة حاشدة عكست الغضب الشعبي المتصاعد من السياسات الجزائرية في المنطقة، حيث ردد المحتجون شعارات منددة بـ”الدعم العلني والخفي” الذي تقدمه السلطات الجزائرية، للجماعات الإرهابية التي تعيث فسادا في المنطقة، وعلى رأسها مرتزقة البوليساريو.

ورفع المحتجون الذين توافدوا من مختلف أحياء العاصمة المالية، الأعلام المغربية مرددين شعارات تستنكر بشدة التدخل الجزائري في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وخصوصا ما اعتبروه تغذية للصراعات وتأجيجا للتوترات عبر دعم تنظيمات انفصالية ومتطرفة كالبوليساريو مؤكدين أن ذلك لا يخدم سوى مشروع الفوضى والخراب في المنطقة، ومشيرين إلى أن الجزائر، عوض أن تساهم في استقرار الساحل والصحراء، اختارت التموقع في صف الأجندات التخريبية التي تهدد وحدة الدول وأمن الشعوب.

وتأتي الاحتجاجات التي مرت في أجواء سلمية لكنها مشحونة بالغضب، في ظل تنامي الوعي الشعبي في دول الساحل بخطورة السياسات الجزائرية التي لطالما حاولت التستر خلف خطاب دعم “تقرير المصير”، بينما الواقع يشير إلى دعم صريح لكيانات انفصالية ومليشيات مسلحة تنشط على الحدود وتنشر الرعب بين المدنيين، حيث لم تفت المتظاهرين الإشارة إلى العلاقات المتوترة التي صارت تطبع تعامل الجزائر مع عدد من العواصم الإفريقية، مؤكدين أن ما تقوم به ليس سوى محاولة بائسة لتصدير أزماتها الداخلية عبر خلق مناطق نفوذ وهمية في الجوار.

كما دعا المحتجون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما وصفوه بـ”الازدواجية الجزائرية”، التي تتغنى بالسلم في المحافل الدولية، بينما تدعم بالسلاح والمال جماعات انفصالية معروفة بسجلها الأسود في زعزعة الأمن الإقليمي، حيث أكد المتظاهرون على وقوفهم التام إلى جانب المغرب في قضيته الوطنية، معتبرين أن وحدة الدول واحترام سيادتها هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي في القارة.

وتعتبر هذه المظاهرة التي دقت ناقوس الخطر، بداية لصحوة إفريقية واسعة تجاه ما تخطط له أنظمة فقدت البوصلة، ولا ترى في استقرار الجيران سوى تهديد لمصالحها الضيقة، حيث كان صوت باماكو اليوم مدويا، ويرتقب أن لا يكون الأخير في ظل التوجه العدائي الجزائري ضد كل من النيجر بوركينا فاسو كذلك.