أثار البرلماني عن الاتحاد الاشتراكي، مولاي المهدي الفاطمي، قلقه من الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية في القطاع الزراعي، محذرًا من أن هذا الأمر يشكل تهديدًا مباشرًا على أعداد النحل في البلاد، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية على المنظومة البيئية والفلاحية في المستقبل.
وفي سؤال كتابي موجه إلى وزير الفلاحة والصيد البحري، شدد الفاطمي على الدور الحيوي الذي يلعبه النحل في النظام البيئي والفلاحي، إذ يعد من العوامل الأساسية في عملية تلقيح النباتات، مما يسهم بشكل مباشر في زيادة الإنتاجية الزراعية. ورغم أهميته البالغة، أشار البرلماني إلى أن قطاع تربية النحل وموارد إنتاج العسل يواجهان تحديات كبيرة بسبب التراجع المستمر في أعداد النحل، وهو ما يعكس تأثير الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، وخاصة تلك المصنوعة من « النيونيكوتينويدات »، التي تضر بالجهاز العصبي للنحل وتسبب تسممه.
كما أضاف الفاطمي أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف قد تساهم أيضًا في تقليص مصادر الغذاء الطبيعية للنحل، مما يهدد قدرته على البقاء والنمو. كما أشار إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها مربو النحل، من بينها زيادة تكاليف الإنتاج، وتحديدًا تغذية النحل والعناية به، خاصة في فترات الجفاف أو خلال موسم قلة الأزهار، ما ينعكس سلبًا على جودة العسل ويؤدي إلى ارتفاع أسعاره.
وبينما يعاني القطاع من هذه التحديات، تساءل البرلماني عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لمواجهة تراجع أعداد النحل، وكيفية التعامل مع هذه الأزمة في ظل الظروف المناخية الصعبة والممارسات الزراعية السلبية. كما طالب ببرامج دعم متخصصة لمربي النحل لمساعدتهم في مواجهة هذه الصعوبات، بالإضافة إلى سياسات تشجع على الزراعة البيئية التي تحافظ على النحل وتساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي.