الوضوح

شاركها

نظام العسكر الجزائري يهين الفقراء

أهم من أطعام الفقير وتطبيبه وكسوته حفظ كرامته، ولهذا فالصدفة السرية خير من العلنية، مثلها مثل النصيحة تماما، ولكن مسؤولي الجزائري يصرون على مزيد إهانتهم  للفقراء عبر تجميعهم بأكبر ملتقى للمساكين وضحايا النظام.

فتحت الإشراف المباشر للحكومة، في شخص وزيرة التضامن مولوجي صورية وولي البليدة تم جلب آلاف المسحوقين لصنع فعالية رمضانية.

نعم لقد ساقوا أكثر من 4000 يتيم وأرملة إلى مائدة إفطار رمضانية، تسرب خلالها عدد من مسؤولي وإطارات الدولة لأداء الدور التمثيلي المرسوم للاستهلاك الإعلامي الداخلي.

وكان أغرب من اللقاء المسخرة الشعار الذي وضع له:   “أكبر مائدة إفطار بجزائر الانتصار”. فالناس يفتخرون بالإنجازات الكبرى اقتصاديا وعلميا وثقافيا فيما الجزائر تفتخر بعدد الذين يصارعون من أجل لقمة إفطار، ولو كان لمن كتب ذلك الشعار لب لفكر قليلا في معاني الانتصار..ولعل أول ما يجب على جزائر النفط والغاز أن تنتصر عليه هما الفقر والديكتاتورية العسكرية.

وبدلا من تجنيد أكثر من 300 مؤطر من أعضاء الجمعيات الخيرية والكشافة ومصالح الأمن لتنظيم هذا “النشاط” الذي لا يسر عربيا ولا مسلما ولا أمازيغيا كان أولى جمع ما صرف وتوزيعه بطريقة لائقة على الفقراء واليتامى. لا أحد يدري طبيعة المادة الرمادية ــ إن كانت بهذا اللون ــ في عقل مسؤولي الدولة الجزائرية. فكل ما يقومون به ويريدون تحويله إلى صور تجوب العالم ينقلب إلى نقيض ما يهدفون إليه. من حق الشعب الجزائري والعالم أن يتساءلوا بكل عفوية: هل بين القوم مسؤول رشيد؟.