الوضوح

شاركها

هشام جيراندو.. الميكروب الذي انكشف بالعين المجردة!

لا أعرف قائل هذه الحكمة “أكبر كذبة تعلمناها في المدرسة هي أن “الميكروبات لا ترى بالعين المجردة”، لكن الواقع اتبث لي عكس ذلك تماما، خصوصا عندما يتعلق الأمر ببعض “الميكروبات الإعلامية” التي تحاول التسلل إلى وعي الناس، تنشر السموم، وتدعي الطهرانية وهي غارقة في وحل التناقضات…
خذوا مثالا حيا على ذلك المدعو هشام جيراندو، الرجل الذي بنى شهرته على مهاجمة جلالة الملك محمد السادس، ونسج الأكاذيب حول المؤسسة الملكية، مدعيا أن المغرب يعيش تحت “قبضة احتكارية”، وأن الملك “تخلى عن الحكم”، بل ذهب به خياله المريض إلى ترويج خرافات مضحكة عن “تحكم الملك في أسعار المحروقات”..

لكن فجأة، وبدون سابق إنذار، قرر هذا الميكروب أن يغير جلده، أن يتحول من “ثائر مزعوم” إلى “مدافع مخلص” عن المؤسسة الملكية..هكذا، ببساطة، وكأن المغاربة يعانون من فقدان الذاكرة الجماعي، وكأن فيديوهاته القديمة قد تبخرت من الإنترنت.
وحين انكشف أمره، لم يجد مخرجا إلا أن يحتمي بالشعار المفضل لكل متلون ومأجور: “أنا لا أهاجم الملك، بل أحارب الفساد”.

نعم، هكذا بكل وقاحة، يريد أن يقنعنا بأنه لم يكن يطعن في رموز البلاد، بل كان مجرد مقاتل نبيل ضد الفساد.
لكن دعونا نواجه الحقيقة، لو كان الرجل صادقا في ادعاءاته، لماذا لم يتحدث عن إنجازات جلالة الملك محمد السادس التي يشهد بها العدو قبل الصديق؟ لماذا لم يعترف بالإصلاحات الكبرى التي قادها ملك البلاد في مختلف المجالات؟ لماذا لم يظهر ذرة من الموضوعية بدلا من حملات التضليل والتشويه التي شنها بلا هوادة؟

اليوم، بعدما ضاقت عليه الدائرة، وبعدما وجد نفسه في مأزق قانوني وأخلاقي، لم يعد أمامه سوى الانبطاح والتراجع، لكن المغاربة أذكى من أن تنطلي عليهم هذه المسرحية الرخيصة. فجراندو وأمثاله، مثل الميكروبات، مهما حاولوا التخفي، لا بد أن تنكشف حقيقتهم بالعين المجردة!