الوضوح

شاركها

شباب مغربي يطلق ترند “نوض تزوج” لتشجيع أقرانهم على تكوين أسرة

في الوقت الذي أضحى فيه الزواج حلما مؤجلا لدى العديد من الشباب المغربي، ظهر مؤخرا ترند جديد على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل شعار “نوض تزوج”، يدعو الشباب إلى الإقدام على هذه الخطوة دون تردد.

وبأسلوب ينم عن الجدية في التعامل مع ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج، اكتسح هذا الترند المنصات الرقمية، مثيرا نقاشا واسعا حول الزواج، تكاليفه، ومسؤولياته، وموقعه في مجتمع باتت أولويات أفراده تتغير مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

وتحولت عبارة “نوض تزوج” إلى دعوة مفتوحة للشباب، تحمل في طياتها رسائل متعددة، حيث رآها البعض تحفيزا لمواجهة الخوف من الالتزامات الزوجية، بينما اعتبرها البعض الآخر مجرد “ترند” عابر سرعان ما سيختفي وسط سيل من المواضيع اليومية التي تهيمن على الفضاء الرقمي.

ورأى مهتمون في هذا الشعار انعكاسا لواقع لا يمكن إنكاره، يتمثل في عزوف الشباب عن الزواج بسبب تحديات مادية واجتماعية، تبدأ من ارتفاع تكاليف العرس، مرورا بغلاء المعيشة، وصولا إلى فقدان الاستقرار الوظيفي، وهي عوامل تجعل الكثيرين يفضلون تأجيل الارتباط إلى أجل غير مسمى.

وعلى عكس التيار السائد، فإن المدافعين عن “نوض تزوج” يؤكدون أن الزواج لا يحتاج إلى بذخ أو شروط تعجيزية، بل يكفي التفاهم والرغبة في بناء حياة مشتركة بأبسط الإمكانيات، حيث يرون بأن المجتمع المغربي، الذي كان يعتمد على قيم التكافل والتعاون، بات في حاجة إلى استرجاع هذه المبادئ، خاصة في ظل التحولات التي جعلت الزواج يبدو وكأنه مشروع مكلف لا يقدر عليه إلا أصحاب الدخل المرتفع.

وبين من يرى أن هذه الحملة دعوة واقعية لمواجهة الخوف غير المبرر من الزواج، ومن يعتبرها مجرد تهكم على واقع اقتصادي خانق، يبقى الترقب سيد الموقف في مدى قدرة مثل هذه الترندات على تغيير قناعات الشباب رغم أن الزواج، في نهاية المطاف، ليس مجرد قرار يتخذ تحت تأثير ضغط اجتماعي أو ترند رقمي، بل هو مسؤولية تتطلب استعدادا نفسيا واقتصاديا حقيقيا، وهذا ما يجعل الكثيرين يفضلون التريث، بغض النظر عن مدى انتشار شعار “نوض تزوج”.