اتهمت الجالية المسلمة في “مليلية المحتلة” السلطات المحلية والمستشفى الإقليمي في المدينة بالتسبب في وفاة الشاب “عبديل”، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، نتيجة للإهمال الطبي المتعمد، مشيرة إلى وجود نزعات عنصرية وراء هذا الإهمال.
ووفقًا لوسائل إعلام إسبانية، كان الشاب “عبديل”، الذي ينحدر من أسرة مغربية، يعاني من سرطان في مرحلة متقدمة تم تشخيصه منذ أربع سنوات. وقد مر بتجربة صحية مؤلمة بدأت في المستشفى الإقليمي في مليلية، حيث لم يتلق الرعاية الطبية اللازمة رغم حالته الصحية الحرجة.
وأضاف المصدر نفسه أن “عبديل” تم نقله إلى مدينة كاستيلون لتلقي العلاج، حيث أظهر استجابة جيدة للعلاج وتحسن ملحوظ في حالته، حتى أنه اكتسب عشرة كيلوغرامات من وزنه. ومع ذلك، بعد عودته إلى مليلية، تعرض لانتكاسة صحية شديدة، حيث لم يتم فحصه من قبل أطباء متخصصين في الأورام لمدة عشرة أيام، وهو ما أثار استياء أسرته وأصدقائه.
وتابع المصدر أن “عبديل” تم نقله لاحقًا إلى مستشفى “Virgen de las Nieves” في غرناطة، حيث تم تشخيص حالته بسرعة، إلا أن حالته كانت قد تدهورت بشكل كبير ولم يعد هناك أمل في شفائه. وقد أبلغ الأطباء أفراد عائلته بضرورة الاستعداد للأسوأ.
من جانبها، اعتبرت الجالية المسلمة في مليلية أن هذا التصرف يعكس تمييزًا عنصريًا ضد المسلمين في المدينة، حيث تم تجاهل حالة الشاب وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة له في وقت كان بإمكانه تلقي العلاج المناسب. وأشارت الجالية إلى أن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس عدم تكافؤ الفرص بين المواطنين الإسبان والمجتمعات الأخرى، وخاصة المجتمع المسلم الذي يعيش في مليلية وسبتة. المحتلتين.
ولم تقتصر الانتقادات على الإهمال الطبي فحسب، بل اتهمت الجالية أيضًا المستشفى الإقليمي في مليلية بتقديم رعاية طبية دون المستوى، مشيرة إلى أن نقص الأطباء المتخصصين في الأورام والعناية التلطيفية كان من العوامل الرئيسية التي أسهمت في تدهور حالة “عبديل”. ورغم مطالب المجتمع المحلي بفتح المستشفى الجديد وتعزيز خدمات الأورام والرعاية الصحية، إلا أن هذه المطالب لم تجد استجابة حقيقية من قبل السلطات المحلية.
وتعد قضية “عبديل” جزءًا من صورة أكبر تعكس التمييز الذي يواجهه المجتمع المسلم في المدينتين المحتلتين، مليلية وسبتة، حيث لا تزال النزعات العنصرية والممارسات التمييزية تلقي بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين. فقد حذرت عدة جمعيات حقوقية في مناسبات عديدة من تصاعد العنصرية ضد الجاليات المسلمة في المدينتين، بما في ذلك في مجالات التعليم والعمل والرعاية الصحية، حيث يتم تهميشهم في كثير من الأحيان. وتؤكد هذه الجمعيات على ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف هذه الممارسات وتحقيق العدالة والمساواة لجميع المواطنين في المدينتين المحتلتين.