الوضوح

شاركها

المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يقوم بزيارة تواصلية تكريمية لأحد فقهاء الإقليم.

في إطار خطة تسديد التبليغ، والتعريف بفقهاء الإقليم، قام المجلس العلمي يوم الخميس 12 محرم 1446ه الموافق ل 18 يوليوز 2024م بزيارة أحد الفقهاء الذين كان لهم الفضل الكبير في التربية والتعليم، وفي خدمة الثوابت الوطنية، حضر هذه الزيارة فضيلة العلامة سيدي ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي، والسادة الأساتذة أعضاء المجلس العلمي: عبد السلام السقالي ونجيب أزواغ وعبد الحميد معيوف وعمر أفقير ومحمد لخضر.
وهذه نبذة من سيرته العلمية تم سماعها منه خلال هذا اللقاء المبارك:
الفقيه الأستاذ الخطيب مصطفى بن محمد بن محمد بنتل، والدته ماما بن علال الورياشي، ولد بقرية بقوية التابعة لجماعة بني بويفرور في الحادي عشر من مارس عام 1946م.
درس في مسجد بقوية ثم في مسجد شملالة، حفظ القرآن الكريم على يد الفقيه الحسن الكبداني، والفقيه محمد الجبلي، والفقيه أحمد أكطوف.
كان الفقيه أحمد أكطوف يسكن بلعري الشيخ بالناظور، ومربيا في الجمعية الخيرية، ومن العرف الحسن السائد في ذلك الزمان أن جماعة بقوية كانوا يتكفلون بإطعام الطلبة قصد التفرغ لحفظ القرآن الكريم، ويخصصون قدرا من الزرع لفقيه المسجد، ثم إن الطلبة كانوا يتولون حصاد ذلك الزرع، وإيصاله إلى حيث يسكن الفقيه أحمد أكطوف، فيطعمهم ويحسن نزلهم.
التحق الفقيه مصطفى بنتل بمعهد التعليم الأصيل بالناظور سنة 1959م، وذلك بعد اجتيازه الامتحان الذي خوله الولوج إليه.
درس ثلاث سنوات بالمعهد الديني، ثم التحق بثانوية محمد الخامس، فحصل منها على (بروبي)، كان الفقيه عمر أشركي مديرا للمعهد، والفقيه بوزيان مقدم حارسا عاما مراقبا.
درس الفقيه مصطفى بنتل الألفية على الفقيه عبد الحفيظ، والعروض على الفقيه سلام، والفقه والحديث والفرائض على الفقيه العدولي، وسبق أن درس أيضا على الفقيه التنوتي، وبعض المصريين في المرحلة الابتدائية.
انتقل إلى الحسيمة للدراسة في المرحلة الثانوية، لكنه لم يرضه مستوى التدريس هناك، فانتقل إلى القرويين بفاس سنة 1964م، وفي سنة 1968م التقى بالأستاذ عبد السلام السقالي، فتلقى العلم عن فقهاء أكفاء أمثال الصقلي، وعبد الكريم الداودي، وعلال الجامعي، ومحمد الزرهوني، وأمحمد الزرهوني.
زار شيخه علال الجامعي الناظور، فلما رجع إلى القرويين، نادى على أهل الناظور، وأخبرهم بأنه زار الناظور ولم ير أي امرأة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة خلال ثلاثة أيام أقامها هناك.
وصل في دراسته بالقرويين إلى مستوى الباكالوريا ثم رجع إلى مسقط رأسه، ففي سنة 1972م كان يُدرّس في كتاب مسجد إبقوين 70 طالبا؛ 50 من الذكور و20 من الإناث، وفي السنة نفسها كان ينوب عن خطيب المسجد.
في سنة 1973م عين معلما عرضيا لمدة سنة في إمهارشن ببني شيكر ثم انتقل إلى الحي المدني ببوبلاو معلما عرضيا أيضا لمدة ثلاثة أشهر، وفي سنة 1974م درس في مدرسة أغمير لمدة سنة ثم انتقل إلى مدرسة (نومرو 7) لمدة دامت سبع سنوات، واجتاز الكفاءة المهنية سنة 1980م.
انتقل بعد ذلك إلى مدرسة إحجامن لمدة سنتين، وفي سنة 1983م انتقل إلى مدرسة إبقوين التي ختم فيها مسيرته في التدريس، والتي دامت لما يناهز 35 سنة.
زاول مهمة الخطابة بمسجد آيت حاضيت ببني بويفرور لمدة 52 سنة متواصلة، متفانيا في أداء رسالته المنبرية، أما الوعظ فانخرط فيه سنة 1994م، لما كان الفقيه عمر أشركي رئيسا للمجلس العلمي المحلي للناظور، ولازال واعظا ملتزما مع المجلس العلمي لما يناهز 30 سنة.
أدى فريضة الحج سنة 2007م، وكان ذلك بتفضل من مؤسسة محمد السادس، وحاز على عدة تكريمات من طرف المجلس العلمي، وغيره من المؤسسات، له مكتبة بمقر إقامته بسلوان فيها كتب نفيسة في مختلف العلوم، وخطب مكتوبة بخط يده.
ختم اللقاء المبارك بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله، وللفقيه مصطفي بنتل، رزقه الله طول العمر مع حسن العمل والصحة والعافية.