مكنت معلومات دقيقة لمديرية مراقبة التراب الوطني “ديستي”، توصلت بها فرق الحرس المدني الإسباني المتخصصة في الإرهاب الدولي، من إيقاف ما وصفته إسبانيا بـ”مقاتل داعشي” بمعبر “طرخال”، أخيرا، بعد محاولته الوصول إلى سبتة المحتلة، إضافة إلى آخر في فلنسيا مكلف بتجنيد المتطرفين.
ووفق جريدة الصباح التي أوردت الخبر في عددها الجديد، فقد أوقف “الداعشي”، الذي يحمل الجنسية التونسية، ويعرف بالاسم المستعار “WZ”، أثناء محاولته التسلل إلى سبتة المحتلة بطريقة غير قانونية عبر معبر “طرخال”، إذ أشارت معلومات “ديستي” إلى أنه مقاتل سابق في صفوف تنظيم “داعش”، وانتقل إلى سوريا في 2016، بهدف الانضمام إلى التنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أنه أقنع زوجته ذات الأصل البولوني، بالالتحاق بالتنظيم، حيث ساعدها على تبني الفكر المتطرف.
وبعد استكمال الإجراءات القانونية في سبتة المحتلة تم ترحيل المقاتل “الداعشي” إلى تونس، لوضع حد للتهديدات المتزايدة للعائدين من مناطق النزاع في سوريا والعراق.
وقال مصدر مطلع إن الأجهزة الأمنية المغربية تتوفر على قاعدة بيانات وصفتها بـ”الضخمة”، بخصوص عودة المقاتلين الأجانب الذين شاركوا “داعش” في النزاع السوري منذ 2011، والذين تعتبرهم جل الدول تهديدا كبيرا لأمنها القومي، إذ يتمتع هؤلاء بخبرات تدريبية مكثفة في استخدام الأسلحة والمتفجرات، إضافة إلى أنها تراقب بدقة نقاط الدخول والخروج من المعابر مع مليلية وسبتة المحتلتين، وتسخر إمكانياتها في كشف وتعقب العائدين.
وفي عملية ثانية، أوقف “داعشي” آخر في منطقة فالنسيا بتهمة الانتماء إلى جماعات متطرفة، إذ أظهرت التحقيقات أنه خضع لعملية تطرف تدريجية على مدى سنوات، إذ كان ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر مواد دعائية لتنظيم “داعش”.
وجاءت تلك العملية في إطار تحقيق أشرفت عليه المحكمة الوطنية الإسبانية، إذ تبين أن المواد الدعائية التي كان يستهلكها المعتقل تم نشرها على منصات إلكترونية حذفت، في الآونة الأخيرة، في إطار حملة دولية شملت مشاركة مديرية مراقبة التراب الوطني المغربية، خاصة أن الدعاية الإرهابية على الإنترنت تشكل وسيلة فعالة لنشر الفكر المتطرف، إذ تؤدي إلى عمليات انتحارية، ناهيك عن دورها في استقطاب موالين جدد للتنظيمات الإرهابية، وصنفت المصالح الأمنية الإسبانية المشتبه فيه في قائمة “الإرهابيين الخطيرين”، بخصوص صناعة المتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية، خاصة أنه قام ببحوث حول كيفية الحصول على مواد كيماوية وطريقة استعمالها، وهي المواد محتملة الاستعمال في هجمات إرهابية.
وتعترف إسبانيا بدور الأجهزة الأمنية المغربية لمكافحة الإرهاب في كشف وتعقب العناصر ّالداعشية”، ومنع تسرب الدعاية الإرهابية إلى الفضاء الإلكتروني.