الوضوح

شاركها

فرنسا.. اعتقال 6 جزائريين بتهم التحريض على الإرهاب والعنف

في تطور يعكس تصاعد التوتر بين فرنسا ومؤيدي نظام العسكر الجزائري، أعلنت السلطات الفرنسية اعتقال ستة جزائريين مؤيدين للرئيس عبد المجيد تبون. الموقوفون متهمون بنشر مقاطع فيديو عبر منصة “تيك توك” تدعو إلى الإرهاب والعنف ضد معارضي النظام، خصوصًا المشاركين في حملة “مانيش راضي”، التي تعبر عن رفض شعبي متزايد لتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الجزائر.

وبدأت الحملة باعتقال ثلاثة مؤثرين في منطقة “أوفيرن رون ألب” بمدينتي ليون وضواحيها. ومن بين الموقوفين، برز اسم صوفيا بن لمان، التي اشتهرت بمواقفها المؤيدة للرئيس تبون وهجومها المستمر على المغرب، فضلاً عن طردها سابقًا من الكوت ديفوار بسبب تصريحات عنصرية. كما اعتُقل كل من عبد السلام بازوكا ولاكساس 06 بتهم تتعلق بدعواتهم الصريحة للعنف.

ووفق السلطات الفرنسية، تضمنت فيديوهات الموقوفين دعوات صادمة، مثل دعوة صوفيا بن لمان إلى اغتصاب سيدة، وتهديد عبد السلام بازوكا للمعارضين بـ”الذبح”، بينما وصف لاكساس 06 أنصار النظام الجزائري في فرنسا بـ”الجنود النائمين” المستعدين للتضحية.

في مدن بريست، وغرونوبل، ومونبلييه، تم اعتقال ثلاثة جزائريين آخرين خلال الأسبوع ذاته. من بينهم يوسف زازو، المعروف بدعواته للعنف خلال الاحتفالات برأس السنة، حيث هدد المتظاهرين بقوله: “سنجعلكم تعيشون مثل سنوات التسعينيات”، في إشارة إلى العشرية السوداء التي شهدت مجازر مروعة.

كما اعتُقل عماد تانتان قرب غرونوبل بعد نشره فيديو يدعو إلى القتل والحرق والاغتصاب، وقد وُصف بأنه “وضيع” من قبل وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو. وجرى اعتقال تانتان برفقة شقيقه التوأم، حيث عُثر بحوزتهما على الأجهزة المستخدمة لتصوير الفيديوهات.

وأكدت السلطات الفرنسية أن نشر محتويات تحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم العام. وقالت فابيان بوشيو، حاكم منطقة “أوفيرن رون ألب”، إن هذه الفيديوهات تمثل “دعوات للكراهية والعنف” وتهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات.

من جهته، وصف وزير الداخلية الفرنسي الموقوفين بأنهم يشكلون خطرًا على الأمن العام، مؤكدًا أن العدالة ستأخذ مجراها. كما أشار إلى أن بعض الموقوفين لديهم سجلات جنائية سابقة، مثل يوسف زازو، المتورط في قضايا سرقة وتخريب، والذي صدر بحقه قرار مغادرة الأراضي الفرنسية في أبريل 2024.

هذه القضية تسلط الضوء على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لنشر العنف والتحريض، خاصة بين الجاليات المقيمة في الخارج. كما تكشف عن الاحتقان المتزايد بين المعارضين للنظام الجزائري وداعميه، في ظل موجة غضب شعبية داخل الجزائر وخارجها بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية.

اعتقال الموقوفين الستة يأتي في وقت حساس، حيث تشهد الجزائر دعوات متزايدة للاحتجاج ضد النظام تحت حملة “مانيش راضي”، وهو ما يبدو أنه أزعج الموالين للرئيس تبون الذين سعوا إلى قمع هذه الدعوات حتى من خارج حدود الجزائر.

هذه الاعتقالات تبعث برسالة واضحة من السلطات الفرنسية بأنها لن تتهاون مع أي تهديد يمس السلم الاجتماعي، سواء كان داخلياً أم قادماً من الخارج.