أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية، المكلفة بقضايا الإرهاب بالرباط، عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا في حق شاب يتحدر من تيفلت، حرض فتاة قاصرا تبلغ من العمر 17 سنة بفاس على الإرهاب.
وفي تفاصيل القضية التي اوردت الصباح، فقد أطاحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء بالمتهم البالغ من العمر 23 سنة، قبل ثلاثة أشهر، بعد رصد تواصله مع متطرفين خارج التراب الوطني، وباطلاعه على مواقع جهادية، وأيضا مع القاصر بالعاصمة العلمية للمملكة، لتسقطه في شباكها بموجب قانون الإرهاب.
واقتادت عناصر الضابطة لقضائية الذئب المنفرد من تيفلت نحو مقرها بالبيضاء، ووضعت أمامه مجموعة من الأدلة التقنية ضمنها إرساله فيديوهات تعود لمتطرفين إلى القاصر، ويعتبرهم مجاهدين في سبيل الله، وأن دورهم يتمثل في تخليص البشرية من المنافقين والكفار، وهو ما يشكل جريمة الإشادة والتحريض على الإرهاب.
كما وضعت الضابطة القضائية مجموعة من المحادثات له مع متطرفين، يشتبه أنهم من سوريا وظل على اتصال دائم معهم، وبعد وضعه رهن الحراسة النظرية وتمديدها، اعتبرت خلاصات الأبحاث أن ما قام به يشكل فعلا إرهابيا يعاقب عليه قانون الإرهاب، الصادر في 2003 والمتمم في 2015.
واعترف الموقوف أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالاتهامات المنسوبة إليه في الإشادة والتحريض على الإرهاب، وبتواصله مع متطرفين محسوبين على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.
وأحيل المدان على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، المكلفة بالبحث في جرائم الإرهاب، وبعد استنطاقه أوليا أحالته على قاضي التحقيق رئيس الغرفة الأولى المكلفة بالتحقيق في قضايا الإرهاب، ليتم إيداعه السجن المحلي بسلا.
ووجه قاضي التحقيق إلى المتابع جرائم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس بالخطير بالنظام العام وتعريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بها. وبعد مناقشة مستفيضة للملف، زوال الخميس الماضي، ومرافعات الدفاع، أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا في حقه وغرامة مليون، مع الصائر والإجبار في الأدنى، كما قضت الغرفة بمصادرة مختلف المحجوزات، من وسائل إلكترونية ضمنها هواتفه.