الوضوح

شاركها

تدخل الدرك الملكي ينقذ حفلات الأعراس من فاجعة

طاحت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية بوسكورة، التابعة للقيادة الجهوية للبيضاء، بشبكة إجرامية خطِرة مختصة في إعداد الدجاج النافق والمريض قبل ترويجه لمنظمي حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة، وكذا عدد من مسيري المطاعم ومحلات بيع «الشواراما» في عدد من المدن والأقاليم.

وأوردت يومية «الصباح»، في عددها ليوم الثلاثاء 10 دجنبر 2024، أنه تم حجز أطنان من اللحوم البيضاء غير الصالحة للاستهلاك بعد عمليات مداهمة استهدفت مستودعا سريا، نفذتها عناصر الدرك الملكي بسرية بوسكورة، بقيادة قائد المركز القضائي وتحت إشراف قائد السرية وتتبع دقيق من قِبل «الكولونيل ماجور» عبد المجيد الملكوني، القائد الجهوي للدرك الملكي بالبيضاء، في إطار التدخلات الاستباقية لمحاربة مختلف أشكال الجريمة.

وأضافت الصحيفة أن المعطيات الأولية للبحث أظهرت خطورة الأفعال الإجرامية للشبكة المفككة، إذ أن الدجاج النافق، الذي تم حجز أطنان منه بمستودع سري ضواحي بوسكورة مجهول المصدر، يتم استقدامه من قبل صاحب الوحدة الصناعية العشوائية الذي يتكفل بتنقيته وإعداده بشكل يوحي بأنه ذو جودة، قبل تخصيص كميات مهمة منه لحفلات الأعراس والمناسبات الخاصة عن طريق تفويته لمموني الحفلات الذين يستعملونه في أطباق «الدجاج المحمر» و«البسطيلة».

ويتم تقطيع السلع الأخرى وتحضيرها للتسويق عن طريق المطاعم ومحلات الوجبات السريعة، رغم أنها لا تتوفر على معايير السلامة وتشكل خطرا على صحة مستهلكيها الذين يتناولونها بسبب البهارات والمواد التي تضاف في عملية طبخها للتمويه على فسادها.

وأفادت مصادر متطابقة أن سرعة التدخل الأمني لعناصر درك بوسكورة شكلت ضربة موجعة للشبكات المستثمرة في ترويج اللحوم البيضاء الفاسدة التي يحرص القائمون عليها وأفرادها على استغلال «هونكارات» سرية لممارسة أنشطتهم الإجرامية بشكل احترافي قبل ترويج السلع المحظورة في الأسواق بعيدا عن الشك والمساءلة، وبالتالي ضمان تحقيق أرباح خيالية على حساب الأمن الغذائي والصحي للمستهلك.

وتم افتضاح أنشطة الشبكة الإجرامية نتيجة يقظة عناصر المركز القضائي لدرك بوسكورة الذين تفاعلوا مع معطيات تفيد وجود مستودع عشوائي يحتضن أنشطة مشبوهة وهو ما استنفر الدركيين الذين انتقلوا إلى العنوان المشبوه، إذ تم ضبط « الهونكار » مقفلا بينما كان يتم سماع أصوات تحركات أشخاص بداخله والذين أصروا على عدم فتح الباب رغم الطرقات والنداءات المتواصلة، وهو ما زاد شكوك أفراد الدورية حول وجود ممارسات غير قانونية.

واهتدت عناصر الدرك الملكي إلى خطة تربص بمحيط المستودع إلى أن تمت معاينة شاحنة لنقل البضائع كانت تهم بالدخول إلى المستودع، قبل أن تتم محاصرتها وإخضاعها للتفتيش والقيام بعملية مداهمة استهدفت الوحدة الصناعية العشوائية في الساعات الأولى من الصباح، وهي التدخلات التي أسفرت عن حجز أطنان من الدجاج النافق واللحوم البيضاء الفاسدة التي تنبعث منها روائح

كريهة، وكذا معدات التصنيع والتقطيع.

وارتباطا بالعملية الأمنية، تم إيقاف ثلاثة أشخاص من بين أفراد الشبكة الإجرامية ضمنهم سائق الشاحنة الذي كان يهم بتفريغ شحنة الدجاج الفاسد وكذا مسير المستودع السري والمكلف بالعاملين بالوحدة الصناعية العشوائية.

وبتعليمات من النيابة العامة تم إغلاق المستودع السري وحجز السلع المحظورة، بهدف إتلافها والناقلة المستعملة في توزيعها كما تم الاحتفاظ بالموقوفين الثلاثة تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، قبل أن تتقرر إحالتهم على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء لتعميق البحث بينما تتواصل الأبحاث لكشف امتدادات أنشطتهم الإجرامية لإيقاف جميع المتورطين.