يتوقع أن يكون عام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، حسب خدمة التغير المناخي التابعة لمرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي، حيث يُتوقع أن ترتفع درجة الحرارة العالمية السنوية بمقدار 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية للمرة الأولى.
وفي المغرب، أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن عام 2023 يُعد حتى الآن الأكثر حرارة على المستوى الوطني، إذ تجاوز متوسط درجة الحرارة المعتاد للفترة 1981-2010 بنحو 1,77 درجة مئوية.
وأوضحت المديرية، في معطيات أوردها موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن درجات الحرارة اليومية كانت أعلى من المعدل الطبيعي خلال 79 في المائة من أيام السنة، كما تم تسجيل رقم قياسي وطني جديد لدرجة الحرارة القصوى اليومية، حيث بلغت 50,4 درجة مئوية يوم 11 غشت 2023 في مدينة أكادير، متجاوزة عتبة 50 درجة لأول مرة في المغرب.
كما أشارت المديرية إلى أن سنة 2024 شهدت أيضا ارتفاعا في درجات الحرارة، رغم أنها لن تتجاوز مستويات 2023.
وشددت المديرية على ان سنة 2024 تميزت بفصل شتاء دافئ بشكل استثنائي، خاصة في يناير، واستمر هذا الاتجاه خلال الربيع. وفي أبريل 2024، سجلت درجات حرارة مرتفعة، حيث تجاوزت المعدل بنحو +0,67 درجة مئوية، ما جعله ثالث أكثر شهر أبريل حرارة في المغرب. وفي ماي، سجلت زيادة قدرها +0,77 درجة مئوية عن المعدل، وفقا للأرصاد الجوية.
وبخصوص صيف 2024، فرغم أن يونيو كان باردا نسبيا، إلا أن يوليوز سجل ارتفاعا قدره +0,76 درجة مئوية فوق المعدل المعتاد.
وذكرت الأرصاد الجوية، بناء على تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية في السنوات الأخيرة يعود بشكل رئيسي إلى الأنشطة البشرية، ومن أبرزها انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري في قطاعي الطاقة والصناعة، بالإضافة إلى الزراعة والنقل.
وتساهم إزالة الغابات في تفاقم الوضع، وفقا للأرصاد الجوية، حيث تفقد الأرض قدرتها على امتصاص الكربون، كما يؤدي التوسع العمراني أو الزراعة المكثفة إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.
وختمت الأرصاد الجوية معطياتها بأن هذه العوامل تؤدي إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة في الجو، مما يسبب الاحترار العالمي ويؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس قد تزيد من الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير والفيضانات.
علاوة على ذلك، تلعب الظواهر المناخية الطبيعية مثل ظاهرة النينيو دورا في ارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق العالم على المدى القصير، وفقا للأرصاد الجوية.