الوضوح

شاركها

تفاصيل مصرع أستاذ في رحلة جبلية بإقليم طاطا

لقي أستاذ شاب لمادة التربية البدنية بالثانوية التأهيلية لتمنارت بإقليم طاطا، مصرعه بعد سقوطه من أعلى قمة جبل صخري يطل على دوار “أوكرضا سموكن” بالمنطقة.

واستنادا لمصادر مطلعة من عين المكان، فالهالك خطط رفقة زميل له للخروج في رحلة استجمام لاكتشاف المنطقة، التي عاشت قبل أسابيع فيضانات غير مسبوقة، وقضاء ليلتهما هناك في خيمة صغيرة فوق الجبل في مكان خال بعيدا عن السكان، وفي طريقهما إلى المنطقة زارا أسر بعض تلامذته الذين قضوا نحبهم خلال الفيضانات الأخيرة لتقديم التعازي لهم. بعد ذلك صليا المغرب في مسجد “أوكرضا”، ثم واصلا سيرهما نحو قمة جبل بالمنطقة من أجل المبيت هناك.

وبعد وصولهما إلى المكان، أوقفا دراجتهما النارية، فبدأ زميله في نصب الخيمة وتهيئة المكان، فيما الضحية كان يهيئ طعام العشاء الذي اختارا أن يكون دجاجا مشويا على الفحم، غير أنه أثناء انشغاله بإعداد الطعام، وصلته مكالمة هاتفية من أحد معارفه، وأثناء الحديث الهاتفي بدأ يتحرك ذهابا وجيئة فوق الجبل، غير أنه فجأة انزلقت قدماه بسبب الظلام الدامس، فسقط على الفور من أعلى الجبل وتدحرج مع الأحجار.

بعد لحظات، افتقده صديقه، فبدأ يبحث عنه، إذ لم يجد له أثرا منذ أن تركه يهيئ طعام العشاء، وبسبب الظلام بدأ مرافقه يصيح بقوة بحثا عنه، لكن دون جدوى، فما كان منه إلا أن استل هاتفه واتصل به، فإذا به يرى ضوء الهاتف من مكان بعيد في وسط الجبل، فتأكد أن الضحية قد سقط فعلا. فاتصل هذا الأخير ببعض الأساتذة الذين يعملون معهما بثانوية تمنارت التأهيلية، واتصل هؤلاء بالقائد الإداري، وهرع الجميع رفقة عناصر القوات المساعدة والوقاية المدنية والقائد وأعوان السلطة. ونظرا لبعد المكان عن تمنارت، فقد استغرق الوصول إلى الجبل الذي سقط فيه الضحية أزيد من ساعتين، خصوصا وأن الطريق لا زالت مهترئة بعد الفيضانات الأخيرة.

وبعد وصول السلطة المحلية والقوات المساعدة والوقاية المدنية، إلى عين المكان، لم يستطع أي منهم الوصول إلى الضحية الذي سقط في مكان وعر وسط الجبل، يبعد عن الأسفل بما يزيد عن 40 مترا، ويبعد عن قمة الجبل بما يزيد عن 60 مترا. وظل الجميع يتواصل فقط مع مرافق الضحية الذي تمكن بشق الأنفس وأمام هول الصدمة من الوصول إلى الهالك. وبعد تواصلهم معه، واستفسارهم عن دقات قلبه، تبين لهم أن الهالك لقي مصرعه على الفور، بعد أن تلقى إصابة خطيرة على مستوى رأسه. ولم تستطع عناصر الوقاية المدنية الوصول إلى جثة الضحية، نظرا لصعوبة التضاريس، ثم بسبب الظلام الدامس. وقد تم انتظار ضوء الصباح، ثم الانتقال عبر طريق قديمة بإرشاد من أحد سكان المنطقة. وقد تم بداية إنزال مرافق الضحية نحو الأسفل، ثم عادت عناصر الوقاية المدنية، لانتشال جثة الهالك، وتم تحويلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بطاطا قبل تسليمها لذويه، قصد ذفنها بمسقط رأسه بمنطقة بويزكارن بإقليم كلميم.